‏إظهار الرسائل ذات التسميات الفاصوليا المطبوخة - Backed Beans. إظهار كافة الرسائل
‏إظهار الرسائل ذات التسميات الفاصوليا المطبوخة - Backed Beans. إظهار كافة الرسائل

الأربعاء، 11 سبتمبر 2019

الفاصوليا المطبوخة - Backed Beans



"الفاصوليا المطبوخة" ... احد معالم الاطعمة المعلبة
يخزنها البريطانيون خوفا من تبعات الخروج من الاتحاد الاوروبي 

Image result for baked beans




كمال قدورة - لندن
تعتبر علب "الفاصوليا المطبوخة - Baked beans " واحدة من اشهر واهم معالم المأكولات والاطعمة المعلبة في الولايات المتحدة الاميركية واوروبا وربما في العالم قاطبة الى جانب الكاتشاب والمايونيز والمنتجات المعلبة والشهيرة الاخرى.
فهي شاهد قيم على تطور النظام الغذائي بعد الثورة الصناعية وعلى قدرة بعض المحاصيل على فرض نفسها على المشهد المطبخي لسنوات طويلة ولاسباب عدة، اهمها الاسباب الإقتصادية والغذائية. وعلى هذا تناغمت قدرة هذه الفاصوليا على البقاء مع حاجة الناس الى مادة غذائية هامة وطيبة في نفس الوقت ايام الازمات والاحداث الجسيمة والكبيرة . كما لعبت هذه العلب المميزة دورا كبيرا في المجهود الحربي للجيش الاميركي قبل الحرب العالمية الثانية وخلالها. وربما كانت احد اسباب صمود الجيش وقدرته على مواصلة القتال في بعض الجبهات . لكن دور الفاصوليا المطبوخة لم يتوقف عند الحرب، بل تعداه الى ايام السلم إذا بقيت واحدة من اهم العلب والمواد التي يرغبها الناس والطبقات الفقيرة والمتوسطة في اميركا وبريطانيا، ولا تزال حتى يومنا هذا اي بعد 150 سنة على انتاجها، واحدة من اشهر واهم الاطعمة المعلبة على الاطلاق .
وقد جاءت "الفاصوليا المطبوخة" (البيكد بينز بالانجليزية) في مقالة صغيرة ورائعة لمجلة "العالم اليوم – The World Today  التي يصدرها " تشاتم هاوس " المعهد الملكي للشؤون  الدولية في بريطانيا، وركزت المقالة على اهمية علب "الفاصوليا المطبوخة " في التراث الشعبي والحياة البريطانية بشكل عام . ويأتي ذلك بعد ان تبين ان الناس في بريطانيا بدؤوا خلال الاشهر القليلة الماضية بتخزين الطعام خوفا من التبعات السلبية لعملية خروج بريطانيا من الاتحاد الاوروبي او بالتحديد خوفا من الفوضى التي قد تلي هذا الخروج من دون اتفاق رسمي منظم مع الاتحاد الاوروبي والنقص المتوقع في توفر الغذاء بشكل عام . وقد تبين ان اكثر المعلبات شعبية في عمليات التخزين هي علب " الفاصوليا المطبوخة "، إذ انها مغذية جدا ويمكن تخزينها لفترة طويلة.   وتقول " العالم اليوم " بهذه المناسبة ان هناك عدة اشياء غير معروفة حول دور الفاصوليا المعلبة هذه في الحياة البريطانية العامة وهي  : اطلاق الناس في شرق لندن – المعروفين بال"كوكنيز" لقب "الفاصوليا المطبوخة " ( البيكد بينز بالانكليزية ) على الملكة (ذي كوين بالإنكليزية ) لغايات المسخرة والتلاعب على القافية والتشابه بين ال"بين " و "كوين " . وفيما يصعب الاثبات ان الملكة  تذوقت هذه النوع من الفاصوليا، فإن رئيسة الوزراء الحالية تيريزا ماي تحبها وقد ذكرت ان زوجها حضر لها بعض من هذه الفاصوليا على التوست بعد يوم شاق مع حزبها الحاكم – حزب المحافظون . وتضيف المقالة بأن رجل اعمال اميركي شاب يدعى هنري هاينز في العام 1869 جاء بخمس علب من الفاصوليا المطبوخة معه الى لندن كعينات الى متجر فورتوم اند ميسون  فاعجب المتجر الشهير آنذاك بالعلب واشترى الكثير منها، إذ ان البضائع المستوردة من اميركا كانت مرغوبة من الجمهور آنذاك. وقد ببيعت العلبة ب2 جنيه استرليني (170 جنيه بسعر اليوم ) لكن بحلول عام 1924 انخفض سعرها ليصل الى 12 شان (25 جنيه بشعر اليوم). وبعد أن أسس هاينز مصنعًا في بريطانيا في ثلاثينيات القرن الماضي، أصبحت" الفاصوليا المطبوخة "من المواد الأساسية في البلاد. وفي زمن الحرب العالمية الثانية تم الترويج لها على انها  "طعام رائع للحفاظ على قدرة الامة على التحمل ". وأثناء الحرب الباردة في الستينيات، واستعدادًا للهجوم النووي من روسيا، تم نصح العائلات بتخزين "الفاصوليا  المطبوخة " لأنها مغذية ويمكن في حالات الطوارئ تناولها باردة في حال تعذر الحصول على الغاز أو كهرباء. ولان "الفاصوليا المطبوخة " لا تعني الكثير من الاجيال الجديدة، ولم تواكب الكثير الكثير من التطورات في عالم الطعام سجلت شركة كرافت هاينز خسارة قدرها 12.6 مليار دولار في فبراير وفقدت 27 في المائة من قيمتها. فما هي هذا الفاصوليا وما هو تاريخها البسيط :  
تقول الموسوعة الحرة والمعلومات المتوفرة في هذا الإطار، ان شركة هاينز تستخدم في انتاجها للعلب، الفصوليا البيضاء الصغيرة المعروفة ب"فاصوليا هاريكوت" والمعروفة بعدة اسماء مثل " الفاصوليا البحرية " وفاصوليا بوسطن " وفاصوليا البازيلاء البيضاء " و"فاصوليا البازيلاء ". وهي نوع من انواع الفاصوليا التي تنمو وتزرع في الولايات المتحدة الاميركية اصلا ويطلق على جنسها اسم "فاصوليا فولغاريس " . وقد اطلق عليها اسم "الفاصوليا البحرية " لان البحرية الاميركية استخدمت الفاصوليا كمادة غذائية اساسية لبحارتها منذ منتصف القرن الثامن عشر .
وتضيف الموسوعة بأن استراليا ايضا بدأت باستخدامها وزراعتها ايام الحرب العالمية الثانية لنفس الغاية اي امداد وتغذية الجيش وخصوصا الجيش الاميركي المرابط في منطقة كوينز لاند الاسترالية باقل تكلفة ممكنة وبمادة بروتينية ممتازة، اي لغايات اقتصادية بحتة .  وقد لان الجيش الاميركي حافظ على قواعد كثيرة وضخمة في كينجاروي وفي جميع انحاء جنوب شرق كوينزلاند، فقد اتسعت رقعة انتشار وزراعة هذا النوع من الفاصوليا وعلى نطاق واسع حتى اطلق الناس على كينجاروي لقب عاصمة "الفاصوليا المطبوخة " في استراليا. كما اطلقوا على الفاصوليا المطبوخة نفسها ايضا اسم " فاصوليا اليانكي " او بكلام آخر فاصوليا الاميركي .
وعادة ما تكون الفاصوليا المستخدمة في انتاج علب الفاصوليا المطبوخة وفي انتاج بعض انواع الشوربات والفطائر، صغيرة الحجم اي اصغر من بقية انواع الفاصوليا المعروفة ولها شكل بيضاوي ومسطح بعض الشيء .  وقد اصبحت مادة غذائية مهمة لانها من الانواع القوية المقاومة للفايروسات والتي تنتج بغزارة، اكثر بكثير من غيرها من الانواع .
ولهذا النوع من الفاصوليا ايضا مواصفات مهمة تتعلق بالتخزين والسلامة ، فحبوب الفاصوليا المجففة والمطبوخة تبقى طازجة لفترة طويلة اذا ما تم تخزينها في مكان بارد ومظلم عند درجة حرارة 24 مئوية . وبإمكان هذا النوع ايضا ان يبقى صالحا للزراعة لمدة اربع سنوات إذا ما خزن بطرق مناسبة وهي فترة ممتازة للمزارعين والباحثين عن غلة وفيرة ورخيصة ومفيدة. وهذا يعني انه يمكن تخزينها وطبخها لفترة طويلة جدا في المنزل من دون مخاوف من تلفها.