‏إظهار الرسائل ذات التسميات تاريخ النخل - History of Palm. إظهار كافة الرسائل
‏إظهار الرسائل ذات التسميات تاريخ النخل - History of Palm. إظهار كافة الرسائل

الثلاثاء، 10 سبتمبر 2019

تاريخ النخل - History of Palm

النخيل انتشر في العالم قبل 80 مليون سنة
من الأشجار الكريمة التي منحتها الشعوب مكانة خاصة

لندن: كمال قدورة
تعود شجرة النخيل المعروفة (palm tree) إلى عائلة «Arecaceae» أو «Palmae». وهي عائلة معظم أنواع النخيل المعروفة في العالم، التي يصل تعداد أجناسها إلى أكثر من 202، ونحو 2600 نوع، وهي من عائلة النباتات المزهرة، المرتبطة من ترتيب «أريكاليس» (Arecales) في عائلة النباتات أحادية الفلقة «مونوكوت»، التي تشمل، إضافة إلى الفصيلة النخلية، فصيلتي الزنبقية والنجيلية، التي تضم الحبوب المهمة، كالقمح، والشوفان، والأرز، والذرة، والشعير.وهذا النوع من النباتات الشجرية يعيش ويعشق البيئة المدارية أو شبه الاستوائية والحارة من ناحية المناخ، ويعتبر أحد أطول أنواع الأشجار التي عرفها الناس منذ قديم الزمان. ومع هذا يمكن أن يوجد في بيئات مختلفة وأنواع وأحجام مختلفة في الغابات الاستوائية وغيرها. فثلثا أنواع النخيل في البيئة المدارية، والباقي يمكن العثور عليه في السهول والمناطق الساحلية والجبلية، كما هو الحال في الإنديز، والأهم من هذا الصحارى؛ حيث ينتشر أهم أنواعه، وهو شجر نخيل البلح أو التمر (Date Palm)، الذي يعتبر الأكثر استغلالا أيضا على الصعيد البشري، من بين أنواع النخيل عبر العصور. إذ يقول البعض إن هذه الشجرة، كانت مهمة جدا للإنسان منذ قديم الزمان ومنذ بدايات التاريخ، فهي لا تعطي الطعام والتمر والعسل فحسب، بل تمنح خشبها لصناعة كل ما احتاجته الشعوب من أدوات وقوارب ومنازل وغيرها، ولطالما استخدمت للتزيين والاحتفالات لجمالها وورافتها. ولذا ارتبط اسمها عبر التاريخ أيضا بالنصر والسلام والخصوبة.
على أي حال فإن نخيل التمر، يعرف علميا بـ«فونيكس داكتيليفيرا» (Phoenix dactylifera)، من جنس «فونيكس» (Phoenix) أو «طائر الفنيق» إذ صح التعبير، الذي يشمل 13 نوعا، وتنتشر من جزر الكناري إلى ماليزيا والصين ووسط أفريقيا وجنوب أوروبا وتركيا وكريت في اليونان. وهناك أنواع أخرى قريبة، تنتشر في جامايكا ومدغشقر وكوبا وكولومبيا وأميركا الشمالية، وبشكل خاص ولايات فلوريدا وكاليفورنيا وتكساس وفرنسا ونيوزيلندا وغوام. وعادة ما تنمو قريبا من المناطق التي تحتوي على المياه الجوفية. ويتدرج الاسم الـ«فينيكس» من الاسم اللاتيني الذي يعود بدوره إلى كلمة «فونيكس» اليونانية، التي تعني «نخيل التمر»، ويقال إن اليونانيين القدماء كانوا يطلقون على التمر الذي يجلبه معهم الفينيقيون من المشرق ولبنان وفلسطين وشمال أفريقيا ربما اسم «فونوس» الذي يعني «الأحمر اللون»، في إشارة إلى لونه بالطبع. أما اسم البلح أو التمر المعروف بالإنجليزية بـ«دايت» (date)، فهو يتدرج من «داكتيليفيرا» (dactylifera) اللاتيني المربوط باسمه العلمي كما لاحظنا سابقا، ويعني الاسم المأخوذ عن اليونانية «داكتولوس» «الإصبع»، بسبب شكله الطويل كالإصبع.
وتاريخيا، بدأت النبتة أو النخلة رحلتها الطبيعية، كما يقول العلماء، وتقول الحفريات نفسها، منذ 80 مليون سنة، العصر الطباشيري (الكريتاسي؛ منذ 135 إلى 23 مليون سنة، الذي انقرضت خلاله الديناصورات وشهد بزوغ الثديات البدائية والنباتات المزهرة وأشجار البلوط). ويبدو أن النبتة منذ البدايات، ومنذ انفصالها عن عائلة النباتات المزهرة قديما، كانت قادرة على التأقلم مع التغيرات الطبيعية الصعبة والتعايش، وبالتالي الانتشار قبل ستين مليون سنة. إلا أن استخدام ثمرة النبتة أو الشجرة «التمر» للأكل بدأ في منطقة الشرق الأوسط، وبالتحديد منطقة الخليج العربي قبل أكثر من 5000 سنة. وقد استغلته واعتمدت عليه حضارات أوسطية كثيرة، أهمها الفرعونية في مصر، والبابلية في العراق (كان رمزا للإله عشتار). ولجأ الفراعنة - إضافة إلى الاستخدام الصناعي - إلى استخدامه للأكل وإنتاج النبيذ. وتقول الموسوعة الحرة في هذا الإطار، إن الفراعنة وأهل مصر القديمة زرعوا واستغلوا نوعا آخر من نخيل التمر الخاص بهم، وهو «نخل الدوم» (Doum Palm)، وتعتبر مصر وحوض النيل موطن هذا النوع القديم. وكان علماء الآثار في مصر قد عثروا على عدد من البلحات في قبر توت عنخ آمون عام 2007. ولطالما اعتبر الفراعنة النخيل رمزا للحياة الطويلة، وكان بعض الفراعنة يحملونه بأيديهم.
وهناك شواهد أثرية تؤكد أن الدوم كان مستغلا في شرق الجزيرة العربية قبل ستة آلاف سنة. ولهذا كان العرب قديما وراء نشره في جنوب وجنوب غربي القارة الآسيوية وشمال أفريقيا بالطبع وإسبانيا لاحقا وإيطاليا أيضا منذ أيام العرب في جزيرة صقلية. وبدورهم أدخل الإسبان معهم نخيل التمر وأنواعه إلى المستعمرات الجديدة في أميركا، وبشكل خاص المكسيك وكاليفورنيا، أي جنوب أميركا الشمالية.
ويقول المؤرخ و. بارفيلد حول أهمية النخيل التاريخية: «لو لم يوجد نخيل البلح، لكان تمدد الجنس البشري وتوسعه نحو المناطق القاحلة والحارة من العالم أكثر صعوبة. فالبلح لم يؤمن الغذاء والطاقة بشكل يسهل تخزينه وحمله ونقله خلال رحلات طويلة في الصحراء فحسب، بل خلق موطنا للناس للعيش، عبر تأمين الظل والحماية من رياح الصحراء. أضف إلى ذلك أن النخيل يؤمن مجموعة متنوعة من المنتجات للاستخدام الزراعي والأواني المنزلية.. كل أجزاء النخلة لها فائدة معينة».
ولفائدتها الجمة ومكانتها العالية في التاريخ الإنساني والزراعي، جاء ذكر النخيل ثلاثين مرة في الإنجيل، وعلى الأقل ثلاثة وعشرين مرة في القرآن الكريم. وبعد تقديس الإغريق له لأنه كان رمزا للإله أبوللو، لأنه ولد تحتها، أصبح لاحقا مع الرومان رمزا للنصر، وكانت تقدم أوراقه للجنود والقادة الذين يربحون المعارك. وبعدها أصبح بالنسبة للديانة المسيحية المبكرة رمزا لانتصار المؤمنين على أعداء الروح، أو بكلام آخر انتصار الروح على الجسد. ولهذا يعتبر النخيل في صلب عيد أحد الشعانين، يوم ذكرى دخول السيد المسيح عليه السلام إلى بيت المقدس، تحديا للإمبراطورية الرومانية وظلمها آنذاك. ولهذا يسمى الأحد بـ«أحد السعف» أحيانا لسعف النخيل الذي فرشه له الناس عند دخوله القدس استقبالا له استقبال المنتصرين. كما كان المسيحيون يضعونه على قبور الشهداء. وكان اليهود أيضا يستخدمون سعف النخيل خلال احتفالاتهم الدينية، ولطالما اعتبروه رمزا للسلام والوفرة. وفي طائفة الكابالا يعبر النخيل عن «شجرة الحياة». ولا يزال المسلمون حتى الآن يستخدمونه أيضا استقبالا للحجاج في بلادهم، يعلقونها على الأبواب، وقد كانت المملكة العربية السعودية من أول دول العالم التي تستخدم شجرة النخيل رمزا في علمها الوطني. وقد استخدمت لاحقا دول وولايات وجزر أخرى شجرة النخيل في العلم الوطني، مثل غوام الأميركية، وبعض أعلام سيموا وهايتي وولايتي فلوريدا وجنوب كارولاينا الجميل، وهو عبارة عن نخلة وقمر على خلفية زرقاء جميلة وحالمة، تذكر بليل الصحراء الحالم. وللمسلمين والعرب وسكان الجزيرة العربية بشكل عام مكانة خاصة للنخيل، كما نلاحظ مع المملكة العربية السعودية، إذ يرتبط بالكثير من المعاني الدينية والتراثية الأخرى، وجزء لا يتجزأ من ثقافتهم وحياتهم اليومية. ولا يزال يرمز في الكثير من الدول العربية إلى الراحة والضيافة. ويقال إن الرسول محمد، صلى الله عليه وسلم، قام ببناء بيته من خشب شجر النخيل. لذا فهو من الأشجار الكريمة والمحببة والخاصة.
ولهذا يضم العالم العربي، كما تشير الموسوعة الحرة، 90 في المائة من نخيل البلح في العالم، وهو من الأشجار المهمة والرئيسية في كل البلدان، لكن بشكل أكبر في السعودية والإمارات العربية، التي يقال إنها تضم أكثر من 42 مليون شجرة، والعراق الذي كان يقال منذ سنوات إنه يضم أكثر من ثلاثين مليون شجرة. أضف إلى مصر والمغرب وليبيا الجزائر وتونس.
وعلى صعيد الاستخدامات، التي لا تحصى ولا تعد، فإنها تبدأ من الأكل إلى الصناعة، ولا تنتهي إلا بالديكور. فعادة ما تستخدم أجزاء من قشور الساق لصناعة الفرش والمراتب والحبال والسلال. ويمكن أن تستخدم بقايا خشبه لصناعة الأوراق والملابس، وأخشابه نفسها لصناعة الأثاث، والمنازل نفسها، والقوارب كما سبق أن ذكرنا، والعربات. أضف إلى ذلك أن الناس تستخرج من الشجرة وثمرتها العسل والزيت والشمع والفرنيش، وأحيانا النبيذ، كما هو الحال في الفلبين والهند وبعض أنحاء أفريقيا. كما يستخدم لصناعة الأدوية والأغذية والصبغيات. وقد قاومت أشجاره القوية، التي شيدت منها قلعة مولتري في جنوب كارولاينا كما يبدو، مدافع الإمبراطورية البريطانية أيام الثورة ضد الإمبراطورية، ولذا يطلق على جنوب الولاية الأميركية حتى الآن اسم «ولاية بالميتو» (Palmetto State)، تيمنا بالنخيل الذي حماها.
ومن الأنواع المهمة المذكورة في الكثير من المصادر العربية والموسوعة الحرة وغيرها، الأنواع التي تنتجها المملكة العربية السعودية، وهي كثيرة لا تحصى ولا تعد، ومنها: قطارة، وصفري، ورشودية، ومكتومي، ومنيفي، وخضري، وحمامة حلوة، ونبتة سيف، والسكري، وهلالي، والخلاص، وروثانة، والبرجي، ونبتة سلطان، ودقلة النور، وأسماء جميلة جدا، معظمها شاعري يتغنى بالبلح. أما في العراق الذي يعتبر من أهم دول العالم أيضا على صعيد النخل، فينتج أنوعا كثيرة أيضا، منها: أصابع العروس، والمكتوم، والبصراوي، والأشرسي، والبربن، والجبجاب، والديري، والحلاوي، والسابر، ومجدول، والخستاوي، والبريم، والدكل، والزهدي. وفي ليبيا تكثر الأنواع التي يطلق عليها: الطابوني، والحلاوي، كالعراقي (نلاحظ تكرار الأسماء، وانتقالها من بلد إلى آخر) والتمور، والبكراري، والدقلة، والخضوري، والبرنسي، وحليمة. أما في الإمارات، فتعرف أنواع: الخلاص أيضا، والبرحي، ولولو، ورزيز، وجش الرملي، وأبو معان، وشيشي، وسكري، وأفحل، وخنزيري. أما في تونس، فتعرف: الهيسة، والكنتيشي، والحمارية، والدقلة أيضا، والعماري، والفطيمي، والباجو، والترنجة، والقصبي. وفي عمان: الخنزيري المستخدم في الإمارات، والحلاوي المستخدم أيضا في البلدان الأخرى، والخصب، ونغال، وأسماء أخرى كثيرة مذهلة، مثل الزبد، والخضاب، والمدلوكي، والمبسلي، والبرنية، وقش، وردد، والنشو.
التعليــقــــات
عربي احوازي، «فرنسا ميتروبولتان»، 11/08/2010
في الاحواز ايضا كانت هناك اكثر من 8 ملائين نخلة دمر غالبيتها في حرب 1980 و لم يتبقي منها الي حوالي 3 ملائين
و انواعها هي البرحي,الگنطار,الخصاب,السعمران,لولوي,البريم,الديري,الحلاوي,الزهدي,اخت السبع,الفرسي و انواع
كثيرة اخري.
خالد الشعيلي، «نيوزلانده»، 11/08/2010
السلام عليكم، وشكرا لجريدة الشرق الأوسط مقالها عن نخيل التمر (الأفصح نخل)، لكن لي ملاحظة على أسماء
الأصناف العمانية فلا يوجد صنف يسمى خنزيري وهو اسم منفر والإسم الصحيح هو الخنيزي، وصنف الخصاب (في
المقال خصب و خضاب وهو من اسماء الحناء)، وصنف البرني (البرنية يمكن أن تطلق على الواحدة من نخل البرني)
وهذا بالذات ورد في الحديث الشريف ( جاء بلال إلى النبي صلى الله عليه وسلم بتمر برني ، فقال له النبي صلى الله عليه
وسلم : ( من أين هذا ) . قال بلال : كان عندنا تمر ردي ، فبعت منه صاعين بصاع ، لنطعم النبي صلى الله عليه وسلم ،
فقال النبي صلى الله عليه وسلم عند ذلك : ( أوه أوه ، عين الربا عين الربا ، لا تفعل ، ولكن إذا أردت أن تشتري فبع التمر
ببيع آخر ، ثم اشتر به ) (في صحيحي البخاري ومسلم) موقع الدرر السنية - الموسوعة الحديثية) وفي الثقافة الشعبية
العمانية فالنخلة التي ولد المسيح تحتها هي نخلة برني، والقش النشو اسمان عامان يطلقان على النخل النابت من النوى وقد
تنتشر زراعة بعض النشو ذوات الصفات الجيدة فتصبح صنفا مثل نشو الخرمة.
من الامارات العربية المتحدة، «الامارت العربية المتحدة»، 11/08/2010
إسمه رطب الخنيزي