‏إظهار الرسائل ذات التسميات تاريخ الرمان - History of Pomegranate. إظهار كافة الرسائل
‏إظهار الرسائل ذات التسميات تاريخ الرمان - History of Pomegranate. إظهار كافة الرسائل

الخميس، 12 سبتمبر 2019

تاريخ الرمان - History of Pomegranate



استخدمه العرب بديلا عن الماء اثناء ترحالهم 
كرمته الكتب الدينية واحبه الرومان حبا جما ونشره الفينيقيون في المتوسط واوروبا 
الرمان من اقدم الفاكهة في العالم 


 red fruit on black plate


لندن - كمال قدورة
الرمان من اغرب واجمل انواع الفاكهة التي عرفتها البشرية منذ قديم الزمان، وقد ورد ذكره في الكثير من الكتب الدينية والكلاسيكيات الادبية، ويصر اليهود لقيمته العالية على استخدامه في بعض الطقوس الدينية حتى الآن . وبالطبع عرف القدماء كالفراعنة والاغريق قبل الرومان الفاكهة اللذيذة، ولا تزال الرسوم والنقوش في المعابد القديمة وعلى القطع الفنية الكثيرة شاهد على انتشار الرمان وسمعته الطيبة.
يعود اصل الرمان الذي يعتبر من اقدم انواع الفاكهة، كما تقول المعلومات المتوفرة، الى ايران ثم افغانستان وتركيا والهند، وليس الصين كما كان يعتقد. إذ ان سفير سلالة "هان " (Han ) الحاكمة في الصين خلال القرن الاول ما قبل الميلاد جانع شيان، هو الذي جلبها الى الصين ودول آسيا الشرقية من الشرق، كما جلب غيرها من النباتات الكثيرة كالكزبرة والخيار و البندق والعنب والكراوية. ومن ايران انتقل الرمان الى سوريا والأردن و فلسطين ولبنان ومنها  إلى شمال افريقيا ومصر والسودان ودول حوض البحر الابيض المتوسط .
ومع هذا فإن العالم عرف نبتة الرمان ايضا ايام الحضارة البابلية والسومرية في العراق وبلاد ما بين النهرين قديما وقبل اكثر من 4000 سنة. وان الفينيقيين قبل قرطاجة نشروا الرمان في دول المتوسط العربية والاوروبية كاليونان وايطاليا وفرنسا . ويقول علماء الآثار انهم عثروا على بقايا النبتة والفاكهة في كل من اريحا ( العصر البرونزي )  وقبرص، ولاحقا على طول طريق الحرير القديم .
وقد جاء ذكر الرمان وفضائله في ملحمة الاوذيسة الشهيرة ، التي اكدت انتشاره ايام الفينيقيين. وتقول اسطورة "بيرسيفوني  " (Persephone) اليونانية ، ان بيرسيفوني التي اختطفت تمكنت من مواصلة الإنتقال من عالم " هاديس " السفلي الى العالم الخارجي غبر حبات الرمان الست التي خبأتها معها قبل اختطافها.. كما وصفه ثيوفراسطوس في كتابه الخاص بالتاريخ الطبيعي بسنوات قبل انتشار المسيحية في العالم. كما جاء ذكر الفاكهة الطيبة ( 80 % منها ماء ) في العهد القديم ، ولذا يكن لها اليهود تاريخيا مكانة عالية ، إذ ان  حبات "كوز" الرمان ال 613 كما يعتقد، تمثل عدد الوصايا التي تحتوي عليها التوراة. ولذا يتم اضافة رمز الرمان الى اقمشة رجال الدين ونقود يهودا . وقد جاء الرمان الذي يعبر عن الخصوبة في "اغنية سليمان".  
ولا يزال بعض الناس يعتبرونها الفاكهة الحقيقية لشجرة الحياة في جنات عدن المذكورة في الكتب الدينية . ويقال ان الرحالة العرب حملوها معهم من مكان الى آخر واستخدموا عصيرها بدلا من الماء في الصحراء واثناء رحلات القوافل التجارية الطويلة ، لسهولة حملها .  وفعلا فإن النبتة الخيرة تحتوي عوضا عن الماء، على المعادن والصوديوم (sodium) والبوتاسيوم (potassium) والكالسيوم (calcium) والحديد (iron) والفسفور(phosphorus)، اي ما يكفي لدعم اي مسافر غذائيا .
ووصلت نبتة الرمان الى الشواطئ الاميركية جنوبا وشمالا، عبر كريستوفر كولومبوس وايام السيطرة الاسبانية والبرتغالية على دول اميركا اللاتينية ( عام 1500 ) . الا ان الرمان لم ينجح في اميركا كما نجح في دول الشرق والمتوسط بسبب بذوره الكثيرة . ومع ذلك لا يزال يزرع على نطاق واسع في غرب اميركا وجنوبها. وتقول الدراسات الاميركية الاخيرة ان كل ما انتشر منه في ولايات كاليفورنيا وفلوريدا واريزونا ( استغلال صناعي على نطاق واسع) من اصول اسبانية، وان هناك ما لا يقل عن مئة نوع من انواعه المزروعة في انحاء اميركا وكندا.
ويقال ان العرب والمسلمين هم الذين ادخلوا الرمان، ككثير من الانواع ، الى اسبانيا وخصوصا الاندلس عام 800 للميلاد. وقد اشتهرت بزراعته مدينة غرناط المعروفة وبانواعه الطيبة لدرجة ان استخدمته شعارا  لها. كما كان الملك هنري الثامن اول من ادخل النبتة وزرعها في الجزيرة البريطانية . وقد تحدث  شكسبير في مسرحية "روميو وجولييت" عن فضائلها ككثير من الفلاسفة والادباء عبر التاريخ  .
وفي التراث الاسلامي ، جاء ذكر الرمان في القرآن ثلاث مرات ، وخصوصا في صورة الرحمن ، : "   فيهما فاكهةٌ و نخلٌ و رمان . فبأي آلاء ربكما تُكذبان" . ونقل عن النبي محمد قوله : "ما من رمانة إلا ولقحت من رمان الجنة، وما رمانة إلا فيها حبة من رمان الجنة". وحول فوائد الرمان في علاج القرحة والحموضة، "روي عن الامام علي ايضا - فيما رواه أحمد: "كلوا الرمان بشحمه فإنه دباغ للمعدة" . ولذلك كان الامام علي كرم الله وجهه يحرص على أن يأخذ كل الفصوص الموجودة في الرمان حتى يصيب فص رمانة الجنة.
أما عن "كلوا الرمان بشحمه فإنه دباغ للمعدة"، أولاً القلف الأبيض الذي هي الطبقة البيضاء بين الفصوص هذه يتحتوي على مادة قابضة ومضادة للحموضة، وثبت إنها تقوم بشفاء القرحة المعدة وقرحة الإثنى عشر، و الأطباء في أوربا يأخذوا المستخلص المائي أو المعلق منها، يعني يعملوها معلق، و يدخلوه بالمناظير و يحقنوا قرحة المعدة وقرحة الإثنى عشر فتبرأ في الحال.ولذلك قال رسول الله صلعم "كلوا الرمان بشحمه فإنه دباغ للمعدة".
كادر
عنوان : "الفوائد الصحية للرمان " .
-         يساهم في علاج الدوسنطاريا .
-         يساعد على التخلص من الإسهال الحاد، ويزيل الامساك، ويمكن الفرد من هضم الأطعمة الدسمة وهو ملين للامعاء بشكل عام، ويخلص من الدود والتهابات المعدة  خصوصا قشوره المطبوخة .
-         يطهر الدم .
-         يعالج الصداع والإرهاق وينشط الجسم.
-         يقي أمراض القلب والأوعية الدموية وتصلب الشرايين، بسبب احتوائه على الموا المضادة اللاكدسدة.
-         طارد للدودة الشريطية.
-         يستخدم في علاج التهابات اللثة وتقرحاتها، ويقوي الاسنان .
-         يقي من هشاشة العظام .
-          يساعد على التخلص من السموم في الجسم .
-         يعالج التهابات الاغشية المخاطية.
-         ينظف الجروح المتعفنة (خصوصا مسحوق أزهاره الجافة ).
-         يمنع النزيف الحاد، وسيلان الرحم .
-         يعالج  الوهن العصبي.
-         يعالج حالات البرد والرشح.
-          فعال في العمل ضد تشكل الحصوات في الكلى.
-         يعالج العجز الجنسى عند الرجال. وقد اجرى العلماء تجارب اخيرة على الارانب، بينت ان الرمان يساعد على تدفق الدم في عضو الذكر.
-         يقي من سرطان الثدي.
-         يساهم في تنظيف مجاري التنفس والصدر.
-         يضاف الى الحناء لزيادة تثبيت الشعر واللون.
وفيما يقول ابن سينا "إن قضبان الرمان ودخان خشبه عجيبة لطرد الهوام" . ويقال أن بعض الطيور تصنع اعشاشها من خشب الرمان حتى لا تقربه الهوام، فإن للرمان محاذير صحية مغايرة للفوائد التي لا تحصى ولا تعد ، ومن هذه المحاذير التي جاءت في بعض المواقع الإليكترونية الخاصة بالرمان ، ضرورة ابتعاد المرأْة الحامل عن قشور الرمان وساقه وأزهاره من دون الثمرة. كما يفترض بالمصاب بالأمراض المزمنة  في الجهاز الهضمي وخصوصا المعدة والقولون والامعاء عدم استخدام هذه القشور والجذور والسيقان والازهار. وينطبق الامر ذاته على الذين يتناولون الأسبرين والادوية الخاصة بالبرد والقحة والفيتامينات والمعادن و الأحماض الأمينية، إذ يفضل الا يستخدموا قشور الرمان، لأن هذه القشور تحتوي على المواد السامة. ولهذا السبب بالذات ايضا ينصح بالا يعطى الأطفال الصغار أيا من مستحضرات الفاكهة الطيبة، وخاصة في حالات الإسهال الشديد والدوار والغثيان .
*المصادر : تم  حصر بعض فوائد الرمان وجمع معظمها من المواقع المتخصصة بالأطعمة والصحة والعلاج والدردشة على شبكة الانترنت . 
الاسم
يعود اصل الاسم الانكليزي للرمان " بوماغرانيت" (pomegranate) الى الاسم اللاتيني "  " بومينيكوم غراناتوم " (Punicum granatum)، الذي يعني " تفاحة غنية بالبذور" . وفيما اطلق عليه في العصور الوسطى اسم " بوموم غراناتوم " (Pomum granatum )، سماه الفرنسيين " بوم غرانيت" (Pome Garnete ) . الا ان الرومان قبل ذلك اطلقوا عليه اسم " بونيك ابيل " (Punic apple ) الذي يعني " تفاحة قرطاجة" و" بونيك " الذي يعني قرطاجة بالفينيقي . ويعود الاسم الروماني الى اصله اللاتيني ايضا " بونيكوم مالوم " (Punicum malum) الذي يعني "تفاحة" .. وفي هذا دلالة على عمق العلاقة التاريخية بين الرومان والرمان وقرطاجة، إذ كان الرومان الذين احبوا النبتة حبا جما واعتبروها نفيسة، قد جلبوها وجلبوا انواعها الطيبة والكثيرة والحلوة من قرطاجة التي كانت تشتهر به في انحاء الامبرطورية من المغرب الى تونس واسبانيا وغيره. وقد استخدم الرومان هذه الفاكهة ي كل شيء من صناعة الاقمشة الى الجلود والادوية وغيره. كما صنف الرمان ايام الرومان كاحد انواع الفاكهة الملكية الفاخرة. وانتشر الرمان قديما وبكثرة وبانواع فاخرة في جزيرة صقلية الجنوبية في ايطاليا.  اما الاسم العربي " الرمان " (rummân) فهو ينحدر من الاسم العبري " " (rimmôn ) الذي يعود اصله الى الاسم الفرعوني القديم " رمن" (rmn) . وورث البرتغاليون (romã ) واهل مالطا (rummien ) الاسم العربي لاحقا ولا يزالون يستخدمونه حتى الآن .
ويقال ان اسم القنبلة اليدوية الفرنسي " غرينيد " (grenade ) مستوحى من اسم الرمان اللاتيني وشكله. وتعبر البذور في هذه الحالة عن شظايا القنبلة. وقد بدأ استخدام هذا التعبير نهاية القرن الثامن عشر من قبل القوات الخاصة . ويقال ايضا ان اسم حجر العقيق الاحمر " garnet " مستوحى من لون الرمان الاحمر الداكن .
بأية حال فإن الموسوعة الأليكترونية الحرة توصف شجرة الرمان بأنها من "  الأشجار المعمرة النفضية .. انتشرت زراعتها في كثير من البلدان العربية لدفئها. شجرة الرمان ذات أزهار بيضاء وحمراء جميلة تتحول إلى ثمار لذيذة ذات جلد قرمزي اللون أو أصفر محمر. يحوي غلاف هذه الثمرة على المئات من الحبوب المائية اللامعة الحمراء أو البيضاء اللون وفي كل حبة بذرة صلبة أو لينة وفقا لنوعية والصنف. تنتشر زراعته في المناطق المحاذية للبحر الأبيض المتوسط و ذلك مشابه للزيتون" . و"تحوي قشور الرمان الجلدية، على مادة ملونة دابغة أستخدمت للصباغة منذ مئات السنين بسب احتوائها على مادة قاعدية مميزة تعرف باسم ال"تانين" ( Tannins) التي تعرف في العربية أيضاً بإسم "المغص" وهي مادة داكنة اللون استعملت في الماضي وما زالت تستعمل حتى الآن في دباغة الجلود، وكمادة صبغية سوداء اللون لصباغة الحرير". وتقول الموسوعة الحرة ان هنالك ثلاثة أنواع من الرمان وهي : الرمان الحامض الذي يستعاض به عن عصير الحصرم و الرمان المعتدل و الرمان الحلو وهو مفرط الحلاوة خصوصاً الذي ينتج في سوريا ولبنان، ويأكل الرمان الحلو في كل من فلسطين وسوريا ولبنان ودول المشرق بشكل عام مع السكر وماء الورد . كما يستخدم عصير الرمان للطبخ وصناعة الصلصات ، إذ يعطي طعما حادا وخاصا طيب المذاق . ويلجأ اللبنانيون الى رش حباته فوق "متبل الباذنجان" ( بابا غنوج ) للتمتع بحموضته ونكهته السلسة والفاتحة للشهية .
منوعات رمانية – "تريفيا"
* يعبر الرمان في ارمينيا عن الخصوبة والكثرة والزواج وهو من الرموز الوطنية الهامة.      
* وفيما يقال ان الصينيين يعتبرون الرمان الى جانب الدراقن من انواع الفاكهة المباركة، إذ تعبر حباته عن الكثرة والخصوبة والثروة والمجد ايضا، يكن الهنود محبة خاصة للرمان والعنب ويستخدمونه اثناء احتفالاتهم .
* يستخدم شعار الرمان كرمز للكثير من المدن التركية. وهو باللغة الاسبانيه "جرانادا" وكان  شعار مدينة غرناطة .
* كان رمز الرمان يستخدم على اسلحة خبراء الجيش ايام الامبراطورية الفارسية ، ولا يزال الايرانيون يعتقدون حتى يومنا هذا بأن الرمان يعطي الصحة ويطيل العمر .