‏إظهار الرسائل ذات التسميات تاريخ الفول - History of Broad Beans. إظهار كافة الرسائل
‏إظهار الرسائل ذات التسميات تاريخ الفول - History of Broad Beans. إظهار كافة الرسائل

الخميس، 12 سبتمبر 2019

تاريخ الفول - History of Broad Beans



استخدمه اهل اليونان للتصويت وال"غلادييترز " للحرب ...  
الانسان يعتمد على الفول منذ 6500 سنة.. 


Image result for ‫فول‬‎



لندن – كمال قدورة
يقال ان المصريين لا يمكن ان يعيشوا من دونه، وان الصينيين ادمنوا عليه من اكثر من 5 الآف سنة ، وان الفيلسوف وعبقرية الحساب اليوناني بيثاغوروس ، لعنه منذ البداية وحرم اتباعه من اكله لأنه يحتوي على ارواح الاموات  في العالم الآخر ويحول الاموات الى حباته العريضة والمخيفة . الا ان الفول الذي ارعب بيثاغوروس طيلة حياته وسبب له الارق من دون أي سبب حقيقي، من اكثر المآكل شعبية في الكثير من البلدان وخصوصا شمال افريقيا والعالم العربي واميركا الشمالية ودول آسيا وبشكل خاص الصين ، منذ الآف السنين. ولا عجب ان يخاف الفيلسوف اليوناني من الفول إذ يسبب فقر الدم (الأنيميا ) ويؤدي احيانا الى الدوخة . ويقال ان البعض يصاب بالدوخة لمجرد العبور في حقل الفول .  ومع هذا يعتبر الفول (broad bean )، ومنذ زمن طويل  من اكثر الأطباق شعبية في لبنان وفلسطين وسوريا ومصر، حيث يطلق عليه اسم " الفول المدمس"، وهو احد الاطباق التي تستخدم لوجبة الفطور.
وفي احدى دردشات شبكة الإنترنت العربية يسلط احد المواطنين المصريين الضوء على بعض مواصفات الفول وتأثيره على العقل تحت عنوان " خلص الفول أنا مش مسئول"، قائلا  " على الرغم من السمعة التي ارتبطت بطبق الفول المصري منذ مطلع الثمانينات، وانتشرت بعد عرض مسرحية «المتزوجون» للفنان سمير غانم، حيث استهزأ فيها من طبق الفول، بوصفه أنه السبب وراء ما يصيب الإنسان من حالات بلادة في التفكير، إلا أن المصريين لا يمكن ان يستغنوا عنه مهما كان ، ولا تكاد تخلو مائدة إفطار منه صيفا أو شتاء على اختلاف الظروف المادية ، لسبب رئيسي هو قدرته على صد الجوع على مدار اليوم . وبعيدا عن الكوميديا والنكات، التي ارتبطت بهذا الطبق، يؤكد علماء التغذية أن الفول ليس وجبة متكاملة فحسب، بل هو أيضا طبق "السعادة" عن حق، لما يحتوي عليه من مكونات تساعد على تحفيز مشاعر البهجة وتحسين مزاج كل من يتناوله. ويؤكد دكتور مصطفى نوفل، أستاذ علوم الأغذية بجامعة الأزهر، هذا الرأي بقوله: "يعتقد البعض خطأ أن تناول الفول يؤثر سلبا على الحالة العقلية للإنسان، ويصيبه بنوع من الخمول والعكس صحيح. فقد أثبتت الدراسات الحديثة أن المخ يقوم بإرسال عدد كبير من المواد الكيميائية الحيوية للجسم، بعد تناوله، وهي ما يسمى بالموصلات العصبية تساعد على ظهور مشاعر السعادة والنشاط، لأن الجسم يحصل على تغذية متكاملة تضمن له كل ما يحتاجه، الأمر الذي ينعكس ايضا على مزاجه الذي يتحسن".
ويتابع الدكتور نوفل «من أكثر وأنجع هذه الموصلات العصبية (مادة السيروتونين) التي تنظم فترات النوم وتقلل من حالات القلق، إلى جانب مادة (استييل كولين) التي تساعد على تكوين الذاكرة والمحافظة على قوتها، ومادة (دوبامين وادرينالين) التي تعمل على التحكم في حالات التوتر والقلق".
وتحت العنوان ذاته ، يقول سامي البحيري على موقع "إيلاف" المعروف الذي يصدر من لندن، ان "  الفول هو عصب الحضارة المصرية منذ عهد الفراعنة، وكان يجب على هيروديت أن يقول بأن: "مصر هبة الفول" وليست هبة النيل، ولكنه يبدو أنه لم يتذوق الفول عندما هبط مصرا. وسر المقولة الأخرى:"ماحدش بينام من غير عشاء"، هو أن العشاء دائما وأبدا فول، وجمال الفول المدمس أنه يوحد بين الطبقات كما أنه يوحد بين الأديان، فالفول لا يتسبب فى أى فتنة طائفية و لايهدد السلام الإجتماعى بأى حال من الأحوال بل على العكس هو من أهم أسباب وجود سلام إجتماعى فى البلد بالرغم من التفاوت المذهل بين الأغنياء والفقراء، وهذا التفاوت الطبقى وكذلك الطائفى يزول تماما عند أكل الفول ومشتقاته (مثل الطعمية والبصارة والفول النابت و إلخ..)".
تاريخ
يعود تاريخ الفول الى العصر الحجري الحديث (Neolithic )، وقد بدأ استخدام واستغلاله على نطاق واسع في الأميركيتين الشمالية والجنوبة من قديم الزمان وقد تعرف عليه كريستوفر كولومبوس في جزر البهاماز (Bahamas ) حيث كانت تتم زراعة انواعه بانتظام وبساليب متطورة وخلاقة.
وكشفت الحفريات الأثرية الحديثة في فلسطين، ان نبتة الفول كانت تستخدم قديما منذ 6500 سنة قبل الميلاد كما هو الحال مع بلاد ما بين النهرين ( العراق حديثا )، لكنها رحلتها استغرقت حوالي 3000 سنة للوصول الى دول حوض البحر الابيض المتوسط وشمال افريقيا ومصر الفرعونية والسواحل الاوروبية الجنوبية كاليونان واسبانيا وايطاليا وغيره . كما استخدم الفول قديممن قبل سكان شمال الهند والصين وكان يقدم ايام الامبراطورية الرومانية التي استغلت جميع انواع الخضار والحبوب للحفاظ على قوتها ، لإطعام "المجالدين" او ما يعرف بالإنكليزية ب" غلادييترز" (gladiators  ) لمنحهم القوة خلال معاركهم الإستعراضية الخطيرة والضارية التي تنتهي بالموت احيانا إمتاعا للجمهور والأمبراطور او القيصر في قلب روما.
الاسم
يطلق على الفول اسماء كيرة منها " برود بين " (broad bean )، وهو الاسم المستخدم لنوع  الفول العريض الذي يستخدم للإستهلاك البشري ، بينما يطلق على انواعه التي تطعم للحيوانات-  وهي انواع قاسية وجافة وصغيرة - اكثر من اسم مثل " هورس بين" (horse bean) و"فيلد بين " (  field bean ) . لا ان بعض الناس يفضلون هذه الانواع لطيب مذاقها ورخصها كما هو الحال مع الفول المصري والعربي بشكل عام الذي يستخدم لصنع الفلافل والفول المدمس.
واستوحى سكان اميركا الشمالية اسم الفول من الاسم الإيطالي  " فافا " (fava )  الذي يعني " برود بين " ، (الاصل اللاتيني هو : Vicia faba ) يصر البريطانيون على استخدام اسمه الاصلي "برود بين "  إذ ان حباته اكثر شبها بحبات القهوة والكاكاو والفانيلا. ويعود ال" فافا" الى عائلة او فصيلة " Fabaceae" التي تعود جذورها الى شمال افريقيا وجنوب غرب آسيا .
ويقال ان اسم "فابيان" الحديث متدرج من الكلمة نفسها .   
وتعني كلمة "بينز " (beans)، حبة نبتة اللوبية، اوالنبتة الصغيرة كلها بالتعبير الاميركي. كما كانت الكلمة تعني "اللون الاخضر" احيانا، رغم تنوع اللوان الفول. وعادة ما كان اهل القار الجديدة يأكلون الفول اخضرا ونيئا قبل اشتداد عوده . وسجل وجود ما لا يقل عن 4 الآف مؤصل للفول وانواعه الكثيرة في الولايات المتحدة الاميركية، وقد تغير وضع الفول لاحقا مع انتشار الفصوليا (Phaseolus ) او اللوبية الحديثة التي تعتبراحد انواعه . وقد درج الاميركان على استهلاك نوع من انواع الحساء او الشوربة التي تضم ما لا يقل عن 15 نوعا من انواع الفول او اللوبية الغريبة والعجيبة .
ويطلق اليابانيون على الفول وبعض انواع اللوبية اسم "ميم  " (mame) (, マメ  ) التي تعني احيانا "الصغير ". ويستخد اليابنايون تعبيرا غريبا تحت عنوان " ميم تشيشيكي "، التي تعني " معرفة فولية " للتعبير عن الاشخاص الذي يتمتعون بمعلومات عامة خفيفة وجيدة.
بالطبع يمكن استخدام الفول بطرق عدة ومنها القلي، كما يحصل كثيرا في الصين وتايلاندا والبيرو والمكسيك (طبق : habas con chile ) ، حيث يخلط بعد قلية بالبهارات او الملح .
ومن الاطباق الصينية المعروفة في هذا المضمار وخخاصة في دينة ساشوان، طبق ال"دوبانجيانغ" (doubanjiang )، الذي يضم الى جانب الفول ، فول الصويا والفلفل الحار.   
فوائد ومحتويات       
كما سبق وذكرنا فإن الفول كالحمص كان مصدرا لمادة البروتين غند الكثير من المجتمعات القديمة والحديثة ، وخصوصا عند تعذر توفر اللحم خلال الازمات والحروب والظروف الصعبة بشكل عام . ويحتوي الفول على 25 % من البروتين والنحاس والحديد ومادة ال" نياسين" (niacin ) و"الفولات" (folate) وفيتاميني ب و ج (vitamin ) والدهون والماء والالياف والمواد النشوية بالإضافة الى الاملاح المعدنية والفسفور والهيموغلوبين والكبريت والكالسيوم والسكر. ويقال ان الفول مدر للبول ويزيل الأصباغ مثل النمش والكلف، يخلص ن الاسهال، رغم ان يؤدي الى الإنتفاخ والرياح والتوتر عند المصابين ببعض الامراض العصبية.        


. ولانه لا يحتوي على كميات كافية من "الاحماض الامنية " (amino-acids) ينصح دائا بخلطه بالقمح او الذرة لصناعة الخبز.
عوالم الفول - " تريفيا"
* كان سكان جزر الكاريبي واميركا الجنوبية وخصوصا جزر الباهاماز ( الساحل الشرقي –يزرعون الفول ضمن اسلوب زراعي مكسيكي الاصل يعرف ب " الاخوات الثلاث" (Three Sisters )، وهو اسلوب زرعي مغاير للاساليب الزراعية الحديثة التي تعتمد خطا احدا لزراعة النبات او النوع .، إذ يعتمد على زاعة عدة انواع دفعة واحدة وفي مكان واحد ، وفي هذه الحالة كان يزرع الفول الى جانب الكوسا او القرع والذرة . ففيما تؤمن جذور الفول كمية غاز النايتروجين المطلوبة لنبتة الذرة، تعمل نبتة الذرة كداعمة يتسلق عليها الفول وينمو دون معوقات بالإضافة الى منح القرع بعض الظل وحمايته من الشمس القوية والحارقة والحيوانت الضالة والجائعة، وبالتالي تدعم النبانات الثلاث بعضها البعض باقل عدد من الخسائر .
 * يقال ان بنتة الفول الى جاب الحمص والعدس والبازلاء من اقدم النباتات التي استغلها الانسان في العالم القديم لسهولة نموها ورعايتها وفائدتها في الحد من عوامل التعرية وانهيار التربة، وتعدي كمية غاز الناتيروجين الضروري في التربة . ولذاكان يزرع الفول عدة مرات في الناس بلا من مرة واحدة او فصل واحد .
* استخدم الفول منذ قديم الزمان كبديل غذائي عن اللحوم احيانا، إذ الى جانب الحمص،  يتمتع الفول بكمية لا بأس بها من البروتانيات الضرورية للإنسان . وعادة ما تساعد البروتاينات على نمو الداغ ومنح صاحبها القوة والنشاط.
* وفيما تصف بعض القصص حبة الفول ضاحكة على فشل الآخرين ، فإن الحبة الساحرة  حسب الاساطير في استونيا القديمة ، تنمو بشكل لا يوصف لدرجة انها ترفع معها "البطل" الى مكانة السحاب.
* وفيما يقال ان الفول يسبب الاحلام والكوابيس، فإن رؤية حبة الفول في المنام تعني المشاكل والخلافات .
* كان الفول مشهورا ايام الأغريق والرومان وارتبط كثيرا بطقوسهم واحتفالاتهم الدينية ، حيث اطعموه للاموات، وقد استخدموا انواعه لتصويت ، فكان الابيض منه علامة عل الموافقة والاسود علامة على الرفض. لكن بشكل عام استغلوا انواعه ودقيقه لصناعة الخبز وجميع انواع المآكل.
* يعتقد الكثير من اهل القارة الاوروبية ان زراعة حبة فول خلال ليلة " الجمعة العظيمة " هو فأل خير ودليل على حسن الحظ . ويستخدمه اهل البرتغال في صناعة كعكة عيد الميلاد .
* يعتقد اهل "نيو اورلينز " (New Orleans ) في الولايات المتحدة، ان تناول اللوبية او الفول بداية العام الجديد ايضا يجلب الحظ الحسن.
* في جزيرة مالطا في حوض المتوسط يعتقدون نفس الامر الذي يعتقده اهل "نيو اورلينز " حول الفول ويطبقونه على العدس ايضا .
* في نيكاراغوا يتم اعطاء "طاسة" من الفول او اللوبية الى المتزوجين حديثا لتمني الحظ وطيلة العمر .
* الا ان في أروبا في البحر الكاريبي فإن الناس يستخدمون الفول المغلي مع مادة ال"زنك فوسفايد" (zinc phosphide ) للحصول على خليط او سم لقتل القوارض كالسناجب والفئران وغيره .

وصفات
الفول المدمس
.
يمكن اعداد طبق الفول المدمس اما بالفول المعلب او بالفل العادي الذي يتم بله في الماء وغليه على نار هادئة لساعات طويلة. وافضل الوسائل هو سلق الفول وغليه على مدخنة الفرن بعيدا عن النار. يدق الثوم بالملح ويضاف اليه عصير الحامض ( الكمية حسب الذوق )، قبل اضافة الفول وطحنه بعض الشيء . يضاف الى الفول بعض الحمص اما خلال عملية السلق واما بعد التحضير، بالإضافة الى بعض البقدونس الناعم والكثير من زيت الزيتون البلدي. وفي مصر يضيفون اليه الكمون . وفي بعض المناطق يضيفون اليه البض المسلوف او البندورة الناعمة .
يقدم الى جانب الفول ، الخبز بالطبع والكثير من الخضار وانواع الكبيس او المخللات ( اليار والمقتى واللفت، ولذا يعتبر من اكثر المآكل المفيدة والمغذية . ومن هذه الخضار النعناع والرشاد والبندورة والخيار والبصل الابيض والاحمر والزيتون وغيره .        
.
فول بالبصل 
.
هذا الطبق من الاطباق الشعبة او ما يعرف ب"اطباق الفلاحين" في لبنان وسوريا وفلسطين، وهو من ابسط واطيب الاطباق ، إذ يتطلب الفول الاخضر الطري والصغير والطازج . ويتم قلي الفول بعد تقطيعه مع البصل على نار هادئة بزيت الزيتون او النباتي لمدة عشر دقائق. بعد ذلك يضاف اليه بعض عصير الحامض الطازج والملح .