‏إظهار الرسائل ذات التسميات تاريخ الكستناء - History of Chestnut. إظهار كافة الرسائل
‏إظهار الرسائل ذات التسميات تاريخ الكستناء - History of Chestnut. إظهار كافة الرسائل

الأحد، 8 سبتمبر 2019

تاريخ الكستناء - History of Chestnut

الكستناء... حلوى الشتاء السكرية

ترتبط بذكريات الطفولة وتضم 9 أنواع
الأحد - 21 جمادى الأولى 1440 هـ - 27 يناير 2019 مـ رقم العدد [ 14670]
لندن: كمال قدورة
الكستناء من النباتات الخاصة التي تذكرنا عادة بفصل الشتاء حين ينتشر بائعو الأسواق الشعبية في الزوايا وهم يعملون على إبقاء النار حية وسط ضجيج طقطقات الحبات البنية السكرية الداكنة التي تلهب ذاكرة الأطفال على حد سواء على نار الجمر.


- الشجرة



يطلق على النبتة الخاصة كثير من الأسماء؛ منها القسطل وأبو فروة والشاهبلوط، وأشجارها كبيرة عالية الارتفاع، والمناطق الدافئة في القسم الشمالي من المعمورة؛ وبشكل عام شمال أفريقيا وجنوب أوروبا، تعدّ موطنها الأصلي. وهي أيضا، كما تشير المعلومات المتوفرة، من الفصيلة البلوطية التي تضم نحو 9 أنواع. هناك عدة أنواع من الكستناء؛ أشهرها الكستناء اليابانية والأميركية والأوروبية والصينية والمهجنة. وعادة ما تكون أشجار اليابانية صغيرة وثمارها كبيرة وطيبة المذاق، والأوروبية كبيرة الحجم وثمارها حلوة الطعم، أما الأميركية التي تعد الأفضل؛ فحباتها صغيرة، أما الصينية فهي الأكثر تحملا للآفات الزراعية؛ كما تؤكد الموسوعة الحرة.



- التسمية



يقول «معجم المعاني» الجامع، في مجال تعريف كلمة «كستناء» إن ثمرة الكستناء من فصيلة البلوطيات، وهي كثيرة النشاء، وتحتوي على غلاف أسمر قاتم، تشوى على النار، وتعرف أيضا بالقسطل - وعلى الأرجح أن التسمية جاءت من التسمية اللاتينية القديمة «كستينيا»، وهي كلمة تعني «اللون الأسمر القاتم» الذي يوصف أحيانا بـ«الكستنائي» بالعربية.



وتؤكد الموسوعة الحرة أن أصول اسم «تشسنت» – chestnut الاسم الإنجليزي للكستناء يعود إلى الكلمة الفرنسية القديمة «تشستن» - chastain، أما الكلمة الفرنسية فهي مشتقة من اللاتينية «كستينيا» - Castanea وهو أيضا الاسم العلمي للشجرة، الذي يعود إلى الكلمة اليونانية القديمة «كستانون» - κάστανον أو «الكستناء حلو». ويقال إن الاسم اليوناني يعود إلى مدينة Kastanea القديمة في تساليا التي أخذت اسمها من الشجرة التي تنمو حولها.



- التاريخ - الاستخدامات



ويقول موقع «موضوع» إن الكستناء تاريخيا «كانت تغمر بماء الورد، ثمّ تأكل على شكل حلوى، وكانت تقدّم على موائد الملوك وهي مشوية». ويقول البعض إنها كانت أول الأطعمة التي عرفت منذ فجر التاريخ.



وتؤكد المعلومات التاريخية أن الكستناء الأوروبية أو الإسبانية نشأت في سارديس بآسيا الصغرى؛ أي تركيا حاليا، وأن الإغريق القدماء كانوا أول من أدخلوا وزرعوا الكستناء في منطقة حوض البحر الأبيض المتوسط منذ أكثر من 3 آلاف سنة، ويقول بعض المؤرخين إن الاسكندر المقدوني خلال حملاته العسكرية كان وراء عن انتشار الشجرة في أوروبا آنذاك. ويبدو أن الرومان في وقت لاحق هم الذين عملوا على تمديد الزراعة إلى شمال غربي ووسط أوروبا.



وقد كتب عدد من المؤرخين الإغريق عن خصائص الكستناء الطبية وعلى رأسهم ديوسقريديس.



كان الرومان والإغريق يعتمدون على الكستناء غذاءً رئيسياً قبل اكتشاف البطاطا كما يبدو.



و«من الاعتقاد الشائع أن الكستناء الحلوة المحمصة أو المطحونة كانت جزءاً مهماً من النظام الغذائي الروماني، وكان الجنود الرومان يُطعمون عصيدة مصنوعة من الكستناء الحلوة قبل الدخول في معركة؛ ولهذا السبب قام الرومان بزرع أشجار الكستناء الحلوة في جميع أنحاء أوروبا؛ بما في ذلك بريطانيا، من أجل إطعام أنفسهم إلى الأبد». وتضيف جيني جونس، التي كتبت عن التاريخ المتواضع للكستناء في موقع «جورنال» أنه «من الواضح أنهم (الرومان) شعروا بأنهم واثقون تماماً من أنهم سيستقرون في هذه الأماكن، مع الأخذ بعين الاعتبار أن الأمر قد يستغرق 20 عاماً لشجرة الكستناء لتنضج وتحمل الفاكهة»!



وتضيف جونس أيضا: «منذ ذلك الوقت، أصبحت الكستناء الحلوة نوعاً محلياً فخرياً لبريطانيا، وعلى هذا النحو، فهي شجرة جميلة مألوفة ومهيبة، تبدو تماماً في المنزل كجزء من الصورة الرمزية للمتنزهات البريطانية، نظراً لأن الكستناء الحلوة أصبحت من المناظر الطبيعية الشهيرة، خصوصا في القرنين الثامن عشر والتاسع عشر، واليوم غالباً ما تكون في حدائق جميلة بحيث يمكن العثور على أقدم وأكبر هذه العينات».



وحسب المعلومات المتوفرة، فإن المجتمعات التي تقطن الغابات في جنوب أوروبا في القرون الوسطى كانت تعتمد على الكستناء «مصدراً رئيسياً للكربوهيدرات؛ حيث كان الحصول على دقيق القمح صعباً. ويمكن أن تؤكل مكسرات الكستناء مشوية أو مغطاة بالسكر أو العصير، وفي فرنسا تباع على أنها حلوى تحت اسم «مارون غلاسيه» (بالفرنسية: marrons glacés).



وظهرت الكستناء بطريقة الحلوى المثلجة في القرن الثامن عشر.



وبشكل عام، فإن الكستناء تؤكل مشوية ومسلوقة ونيئة ومقلية ومبخرة، ويمكن طحنها للحصول على دقيق يمكن استخدامه بعد ذلك لإعداد الخبز والمعجنات والكعك. ولا عجب في أن تستخدم الكستناء في أفريقيا بديلاً للبطاطا في معظم الأطباق.



وتؤكل الكستناء في بلدان شمال غربي أوروبا نيئة بعد تقشيرها؛ على عكس أميركا الشمالية. أما في هنغاريا، وأحيانا في فرنسا وسويسرا، فيتم هرس الكستناء المطبوخة وخلطها بالسكر ووضع الكريمة عليها؛ حيث تقدم على أنها حلوى.



- الفوائد الصحية



للكستناء، كما هو واضح، فوائد صحية كثيرة؛ إذ إنها تحتوي كمية كبيرة من المعادن والبروتينات وغيرهما من المواد؛ وعلى رأس هذه المواد الفسفور والبوتاسيوم والمغنيزيوم والزنك والحديد والكالسيوم والنشويات والدهون الأحادية غير المشبعة والألياف والمواد المضادة للأكسدة والفيتامينات (أ - بـ1 - ب2 - ب3 - ب6 - ج...) وغيرها.



ولأن الكستناء تحتوي على الـ«بيتا آسين»، فإنها قادرة على منع انتشار الأورام السرطانية والحد من نموها. كما أنها تساعد على التخلص من السمنة أو التقليل منها وتخفيض الوزن، لاحتوائها على إنزيم الليباز الذي يبطئ من عملية امتصاص الأمعاء للدهون، وبالتالي تعزيز الكولسترول الجيد؛ كما تشير الدراسات الأخيرة. ولأنها غنية بالكالسيوم، فهي تمنع ترقق العظام.



كما أن للكستناء خصائص مضادة للالتهابات، وتحارب التهابات المفاصل، وتحد من آثار البواسير، وتخفف من ألم الدورة الشهرية، وتعالج الإسهال، وتحمي من الحمى، وتخفف من السعال، وتعالج الحكة، خصوصا حكة الإكزيما عند الأطفال، وتشفي تقرحات الجروح. وتشير الدراسات الطبية خلال السنوات الأخيرة إلى أن المواد المضادة للأكسدة تمكن الكستناء من حماية خلايا الكبد من التلف. وتستخدم الكستناء أيضا في علاج التهاب المثانة، وتقوي عضلات الجسم، وتعالج الحصبة، وتحارب الفيروسات والبكتيريا، وتهدئ الأعصاب، كما تحمي من السكتات الدماغية والقلبية.