الخميس، 12 سبتمبر 2019

تاريخ البرتقال - History of Orange




البرازيل اكبر الدول المنتجة في العالم
استخدم الاوروبيون اسم البرتقال نسبة الى البرتغال التي جاءت به من الشرق 

person quizzing lemon 

لندن – كمال قدورة
من منا لا يعرف "اليافاوي" و"ابو صرة" و"المواردي" وغيره من انواع الكلامنتين الطازجة والحلوة، إذ ان انواع البرتقال هذه التي تنتشر في لبنان وفلسطين وسوريا وتركيا وغيره اشهر من نار على علم وجزءا لا يتجزأ من حياة الناس اليومية ومناطق البساتين منذ سنوات طويلة . كما ان البرتقال في الكثير من البلدان يرتبط بالشتاء وملذاته، وبالتالي بالمخيلة العامة والوعي الصحي لفائدته الجمة للتخلص من ضربات البرد ولسعاته الغافلة. كما يرتبط في بعض المناطق بمعيشة الناس بشكل مباشر إذ يعتمد على موسم قطافه الكثير من الفلاحين واهل المناطق المجاروة للمشاتل والبساتين للحصول على بعض المداخيل التي تخولهم الصمود في فصل الشتاء كما هو الحال في جنوب لبنان والمناطق الساحلية .   
 البرتقال من اشهر انواع الحمضيات (Citrus ) ، وهي فصيلة نباتية معروفة تضم الكثير من الأنواع ، حوالي 200 نوع نعرف منها الحامض واللايم والمندالينا والكالامنتين والتانجرين (Citrus reticulata.  )  والبوملا المعروفة بال"بوموغرانيت " (  Citrus bergamia)  التي تعتبر الاكبر بينها كلها. ويعود البرتقال علميا الى فصيلة ال" Rutaceae " ، وإذا كان حلوا من فصيلة ال" Citrus sinensis "  وإذا كان مرا او حامضا مثل برتقال اشبيلية من فصيلة ال" Citrus aurantium ". وكما هو معروف تزرع اشجار البرتقال من البراعم الصغيرة المأخوذة من الانواع الاصلية ثم تطعم بها شتلات صغيرة تسمى المشتلات وتنقل بعدها الى البساتين بعد ستة اشهر وسنة على الاقل. تبدأ الشجرة عادة بانتاج ثمارها بعد اربع سنوات على العملية وتستمر في ذلك لمدة لا تقل عن 50 عاما .
يعود اصل كلمة البرتقال (orange )  الى الكلمة السنسكريتية " نرانجا" (nāraga ) التي تعني شجرة البرتقال، وقد استحوى الإيرانيون الكلمة واستخدموها قبل ان يتلاقاها سكان القارة الاوروبية ( في العربية - nāranj - واللاتينية - arangia -  والفرنسية القديمة - orenge - ).  
وقد بدأ استخدام الكلمة في اللغة الإنكليزية في القرن الرابع عشر . وتختلف تسمية بعض الشعوب للبرتقال باختلاف انواعه وحلاوته ومرارته، فالفي اليونانية يطلق على المر او "المز " بالعامية اسم "مارانتزي " (nerantzi ) اما الحلو فيطلقون عليه اسم البرتقال (portokali ) . وعادة ما تعني بعض الاسماء " تفاحة من الصين " إذ ان البرتقال الحلو انتشر من الصين الى الهند ومن ثم اوروبا عبر الرحالة والمستعمرين البرتغاليين في القرن الخامس عشر .
وتستخدم الكثير من شعوب اروروبا الجنوبية الشرقية  كلمة "برتقال" نسبة الى "البرتغال " والى البرتغاليين الذين كانوا يستوردون الحلو منه الى اوروبا في البدايات ( في اليونانية - portokali - في الرومانية - portocală - والجورجية - phortokhali - والبلغارية - portokal -  ) . وكان الطليان يسمونه " portogallo " ( تعني البرتغالي) واهل اللغة الامهرية من سكان اريتيريا واثيوبيا ب" birtukan ".   
وانتشر البرتقال المر او الحامض من ايران لاحقا في القرن الحادي عشر. لكن تاريخ زراعته في الصين وجنوب شرق آسيا بشكل عام يعود الى 4 الآف سنة قبل الميلاد . ومن هناك انتشر البرتقال في شمال افريقيا وبالتحديد المغرب العربي ومصر نهاية الامبراطورية الرومانية قبل ان ينتشر في جنوب اوروبا واسبانيا بشكل خاص ايام الاندلس . وقام البرتغاليون والاسبان ايضا عبر كريستوفر كولومبس بنشره في العالم الجديد او ما نعرفه بالأميركيتين وبحر الكاريبي وهايتي .
ومن الاخطاء الشائعة ان اصل اسم "البرتغال - Portugal " هو "البرتقال " إذ ان اصل الاسم برتغال يعود الى اسم ثاني اكبر المدن في البلاد وهي مدينة بورتو- Porto . وقد كان الاسم اللاتيني للمدينة قديما بورتوس كيل -   Portus Cale ، وتاتي كلمة كيل من السلتية التي تعني الميناء . وعلى هذا يكون الاسم نسبة الى ميناء بورتو الشهير .
يتم انتاج البرتقال في الكثير من بلدان العالم رغم التمركز في بعض المناطق مثل دول البحر الابيض المتوسط ( فلسطين ولبنان وسوريا ) التي تعتبر رائدة في هذا المضمار وخصوصا اسبانيا التي تلعب دورا كبيرا على الصعيد الدولي في زراعته وانتاجه. ومع هذا تعتبرمنطقة ساو باولو في البرازيل وولاية فلوريدا في جنوب الولايات المتحدة ، من اكبر المنتجة في العالم، يليها المكسيك والهند والمغرب ومصر . وعادة ما يتم بيع ربع محصول البرتقال كفاكهة بحد ذاتها ويستخدم الباقي لإنتاج العصير والاطعمة والمكثفات وغيره من الإستخدامات الصناعية الحديثة .

وتعتبر الحمضيات بشكل عام والبرتقال بشكل خاص من القطاعات الهامة في الاسواق الدولية من ناحية القيمة، بسبب تحرير التجارة والتطور التقني الحاصل على عمليات النقل والتحزين والتوزيع. وقد تضاعف انتاج الحمضيات حول العالم خلال العقد الماضي مرات عدة بسبب تدفق انواع كثيرة من دول الجنوب الى دول الشمال وخصوصا اوروبا الغربية، لكن انتشار البراقال وعصيره على نطاق واسع وحديث كما نعرفه الآن بدأ في الولايات المتحدة والبرازيل بعد الحرب العالمية الثانية .   
ويقول الاستاذ محمد نور الدين الموسوي في احدى مواقع شبكة الانترنت، انه "مع حلول القرن الثاني للميلاد كانت أشجار البرتقال تملأ مناطق واسعة من فلسطين ومصر وسورية ولبنان وأقطار أخرى ومعها الكثير من الثمار الحمضية " مثل الليمون الحامض... ومنذ بدأ زراعته على نطاق واسع في ولاية كاليفورنيا عام 1800 " أصبح البرتقال من الفواكه المعروفة والمألوفة لدى الكثير من سكان الدنيا الجديدة وجنوب أفريقيا وأستراليا".. اما في إنكلترا فتاريخ البرتقال يعود الى سنة1685 ، أي " عندما زرع وليم تمبل أول أشجاره. ويضيف الموسوي ان الملك تشارلز الأول كان يملك حديقة كبيرة للبرتقال في منطقة ومبلدون "تساوي الشجرة الواحدة منها ما بين عشرة وعشرين جنيها وكان أصحاب البساتين في جميع أنحاء إنكلترا يخصصون قسم من أراضيهم لزراعة مختلف أنواع البرتقال والليمون"..
طب
كان الرحالة والبحارة العرب والهولنديين والبرتغاليين والاسبان والبريطانيين لاحقا يستخدمون البرتقال خلال اسفارهم كعلاج لامراض اللثة ونزيفها . وقد كشفت الدراسات الحديثة انه مقو للأسنان وحام للفم بشكل عام . وقد ساهمت فوائد البرتقال الطبية الجمة على انتشاره بشكل كبير فهو يحتوي كما تقول الموسوعة الحرة على "ثلاثة وعشرين عنصرا غذائيا اهمها : الحديد وسكر الفواكه، والفسفور، وفيتامين "بي 1 " وفيتامين "جي " ، والكالسيوم. ويساعد البرتقال على تثبيت الكلس في العظام، والوقاية من الامراض الانتانية ،والحمى التيفودية، والسعال الديكي، كما تستعمل اوراقه لمعالجة الام الرأس، والسعال الصدري و يحتوي أيضا على حمض الستريك كما يعتبر من أهم مكونات الطب البديل لما له من فوائد. ويقول الموسوي بهذا الصدد  ان " هناك دراسات قديمة منذ سنة3300 قبل الميلاد تبين لنا أن الصينيين الجنوبيين كانوا يتناولون البرتقال الحلو وما يعرف بال"يوسف أفندي" ( كما يسمى في بعض دول المشرق ) منذ أقدم العصور وللعلم إذا لم تكن الصين مهد البرتقال الأول فهم أول من فطن إلى فوائد البرتقال الكثيرة واستفادوا منه كغذاء ومن قشوره وزهوره وبذوره طبيا ومزجوها ببعض الأطعمة لتعطيرها" . ومن فوائده ايضا ونقلا عن كتاب " البرتقال غذاء ودواء " للبروفيسور الايطالي نيكولا كايو ، انه يعمل على تصفية الدم وطرد الغازات والبلغم وتنظيف المجرى التنفسي والمعدة والامعاء، ويساعد ايضا على تنظيف الكلى والمثانة وتفتيت الحصى والتخلص من الرمل واللتآم الجروح ومعالجة الامراض الجلدية وضغط الدم . كما تؤكد الدراسات الطبية الحديثة ايضا بأن البرتقال من الفاكهة التي تقوية الجهاز العصبي (تساهم رائحته التي تستخدم في بعض الدول الاوروبية لتهدئة اعصاب المرضى وتخفيف التوتر قبل العمليات الجراحية  والعلاجات المختلفة) والقلب والدماغ ، والعظام والشعر. والاكثر من هذا انه يشاهم في محاربة الامراض التناسلية والرحم والمبيض والبروستات وينظم عمل العضلات . اضف الى ذلك كله ، انه مانع للاكسدة وطارد للشوارد الحرة ومنشط للجسم ويحارب الإنفلونزا والرشح والكثير من امراض السرطان وعلى راسها سرطان الفم والحنجرة والمعدة .
كادر ( 1)
منوعات برتقالية – واصل "سنتاكلوز" .

 - لم يترك الرومان وبقية الشعوب أي وسيلة الا واستخدموها لاستغلال البرتقال وقشوره في العلاج والصناعت المختلفة والإحتفالات الدينية والاعراس، ولطالما اعتبر اهل الصين شجرة البرتقال رمزا للسعادة، واعتبرها  اهل ايران من اشجار الفردوس .
- تقول المعلومات المتوفرة ان "بابانويل " او ما يعرف ب" سنتاكلوز " في الدول الغربية ، من اصل هولندي وهو شخصية خرافية هولندية تدعى " سنتاكلاز" (Sinterklaas) يتم الإحتفال بها في الخامس من شهر ديسمبر ( كانون الاول) من كل عام لأنه يجلب الهدايا والبرتقال للأطفال .
ويعود ذلك الى ايام الحرب مع اسبانيا بين العام 1568 و1648، حيث  لم يتوقف التبادل التجاري بين الببلدين وتواصل تبادل الذهب الهولندي بالبرتقال الإسباني والفضة والبهارات، رغم الخلافات . ويقال ان القديس الذي كان يحمي البحارة الهولنديين الذين يقومون بجلب البرتقال من اسبانيا يسمى " سنتاكلاز" (Sinterklaas) .  ومن هولندا انتقل الاسم وتحول الى "سنتا" (Santa و"سنتاكلوز" الذي نعرفه الآن.
- يعتبر اللون البرتقالي رمزا للموالين الملكيين او للتاج البريطاني من سكان ايرلندا الشمالية، ويعود ذلك تاريخيا وعلى الارجح ، الى الملك وليام ... الهولندي الذي سيطر على انكلترا واسكوتلندا وايرلندا في القرن السابع عشر  ولطالما اعتبر الهولنديين اللون البرتقالي لونا ملكيا لأنه كان يشكل الاسم ،الاسم الاخير لاحد ملكاتهم. وقد اتخذته هذ الملكة قديما ( بين 1530 و1702 )من مدينة " البرتقال " الفرنسية " التي كانت مركزا للتجارة بالفاكهة المعروفة . ولا يزال يستخدم الهولنديين اللون في ملابسهم الرياضية وخصوصا في زي فريق كرة القدم الوطني .     

كادر ( 2) .
عنوان : اهم مكونات البرتقال الطبيعية
الزنك ---------- 1 % ( 0.08 ملغم )  .
البوتاسيوم ------ 4 % (169 ملغم ) .
الحديد --------- 1 % ( ) 0.09 ملغم  ).
الفوسفور ------ 2% ( 12 ملغم ) .
المغنيزيوم ----- 3% ( 10 ملغم ) .
البروتين------- ( 0.21 غراما ) .
الدهون ------- ( 0.70 غراما ) .
فيتامين "بي 1 "(  ثيامين ) ----- 8% ( 0.1 ملغم ).
فيتامين "بي 2 " ( روبوفالافين )------- 3% ( 0.04 ملغم ).
فيتامين "بي 3"  ( )) نياسين ) -------- 3 % ( 0.4 ملغم ).
فيتامين "بي 5 " ( حامض البانتوثينيك) ---- 5% ( 0.25 ملغم ) .
فيتامين "بي 6 " --------------------  4% ( 0.05 ملغم ).
فيتامين "بي 9" ( ) فولات ) ------- (17 ملغم ) .
فيتامين "سي " --------- 75% ( 45 ملغم ) .
كالسيوم  --------------- 4 % ( 43 ملغم ) .
نشويات ----------------( 11.5 غراما) .
سكر ------------------( 9.14 غراما).
الياف-----------------( 2.4 غراما ).
( المصدر : الموسوعة الحرة ) .
كادر (3) .
عنوان : اهم الدول المنتجة للبرتقال في العالم حسب الإنتاج السنوي .
البرازيل  ------------ 17.8 مليون طن .
الولايات المتحدة --------- 8.4 مليون طن .
المكسيك --------------- 4.1 مليون طن .
الهند ------------------3.1 مليون طن .
الصين --------------- 2.4 مليون طن .
اسبانيا --------------- 2.3 مليون طن .
ايطاليا --------------- 2.2 مليون طن .
ايران --------------- 1.9 مليون طن .
مصر ---------------- 1.8 مليون طن .
باكستان -------------- 1.6 مليون طن .
المجموع : 61.7 مليون طن .
( المصدر : منظمة الغذاء العالمي التابعة للامم المتحدة ) .
 


 
 




ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق