السبت، 7 سبتمبر 2019

اشهر الطباخين - Famous Chefs in History

أشهر الطباخين من العصور القديمة حتى القرن الثامن عشر

ميثياكوس اليوناني أول كاتب في فن الطهي بالعالم
الأحد - 19 ذو الحجة 1438 هـ - 10 سبتمبر 2017 مـ رقم العدد [ 14166]
لندن: كمال قدورة
ميثيايكوس طباخ يوناني كان يعيش في مدينة سرقوسة - سيراكوز في مستعمرة صقلية اليونانية بإيطاليا بالقرن الخامس قبل الميلاد، وكان أول من كتب في عالم الطبخ في اليونان والعالم على الأرجح، حسبما توفر من وثائق رغم أنه لم يبقَ من كتاب الطبخ الذي ألَّفَه هناك إلا وصفة واحدة عن الأسماك ذكرها الخطيب والنحوي اليوناني - المصري المعروف اثينايوس (عاش في نهاية القرن الثاني وبداية القرن الثالث قبل الميلاد) في كتابه الشهير «الفلاسفة على العشاء» The Deipnosophistae.


وتقول الوصفة الخاصة بالتعاطي مع السمك: حية البحر - Tainia تخلص من الأمعاء، اقطع الرأس، اشطف، شرِّح وأضف الجبن وزيت الزيتون. ولا يزال هناك جدل حول استخدام الجبن مع السمك، وذوق هذا الاستخدام منذ ذلك الزمان حتى الآن.


في الوقت الذي عاش فيه ميثيايكوس في سرقوسة، كانت المدينة مزدهرة، وكانت الأرض في صقلية خصبة جدّاً، وكان هناك الكثير من الخيرات وسبل التفنن في الطعام، أي أكثر مما كانت تعرفه اليونان. ولذا كان الأغنياء الإغريق يجلبون منها الطباخين إلى بلادهم للتمتع بخبراتهم وفنونهم في عالم الطبخ. وقد عاد ميثايكوس الذي كانت يتكلم بلهجة إسبرطة المعروفة بـ«الدوريك» - Doric آنذاك.


وكان الشعراء في صقلية يكتبون ويتحدثون عن الطبخ في ذلك الزمان لكن قلما كتبوا وصفات الطعام في كتاب محدد كما فعل ميثيايكوس الذي نقل خبراته بهذا الشأن إلى اليونان نفسها وإسبرطة التي طرد منها.


وقد ذكر كل من أفلاطون وسقراط ميثياكوس، لكن كليهما كان ناقداً له ولنشاطه المطبخي.






أبيشيوس


وكان ماركوس غافيوس أبيشيوس طباخ الإمبراطور الروماني تراجان، الإمبراطور الثالث عشر وثاني الأباطرة الأنطونيين الرومان الذي كان والده حاكماً لسوريا عام 117م. ويقال إن أبيشيوس كان يحضر المحار الطازج ويرسله إلى الإمبراطور أثناء حملاته الحربية في بلاد ما بين النهرين عام 115م.


وتحت اسمه أو اسم أبيشيوس Apicius الذي يعني «حب الطعام»، نشرت مجموعة كتّاب من وصفات الطبخ التي تعود لعصر روما القديمة»، ويعتبر كتاب أبيشيوس من أول الكتب التي عرفت مصطلح «المطبخ» في التاريخ، حيث سماه De re coquinaria أي «فن الطبخ»... وقد قام هذا الكتاب بوصف كثير من الأطعمة والمشروبات من الأطعمة الحارة إلى أطعمة اللحوم وأطعمة الخضراوات والمعجنات، وهذه الأطعمة ما زالت موجودة في مطابخ البحر المتوسط حتى الآن. ورغم ذلك لا بد من القول إن معظم وصفات أبيشيوس تناسب أهل الطبقات العليا والغنية في المتوسط أكثر مما تناسب عامة الناس.


يقسم الكتاب إلى عشرة أقسام أو عشرة كتب صغيرة تحمل عناوين يونانية، وحسب هذا التقسيم يكون أبيشيوس قد سبق كتب الطبخ الحديثة في تفكيره وتوزيعاته المنتظمة، حيث فرد قسماً لإدارة المطبخ، وآخر لفرم اللحم، وثالثاً للحديقة والخضراوات، ورابعاً للوصفات، وخامساً للحبوب والبقول، وبعدها تناول الطيور والدواجن وانتقل بعدها إلى موضوع الذواقة، ثم إلى الحيوانات البرية، وأخيراً الحيوانات البحرية وإلى الصيادين.


وتشمل إحدى وصفات أبيشيوس الخاصة بـ«يخنة لحم الغنم»: البصل والكزبرة والفلفل الأسود المطحون والكمون والزيت والكاشم الرومي والقمح.




القرن الرابع عشر بينوا


سيدوين بينوا راهب فرنسي بنيديكتي من القرن الرابع عشر من منطقة النورماندي المعروفة في فرنسا. ويعرف الراهب بأنه صاحب الطبق الشهير الذي يُعرَف باسم Tripes à la mode de Caen، أي «كرش - معدة بعصير التفاح»، وهو من الأطباق التقليدية القديمة التي تطبخ في فصل الخريف أي بعد قطاف التفاح. ويستخدم الطبق معدة البقر، ويقال إن مذاق المعدة المطبوخة يصبح أطيب بعد أن يأكل البقر التفاح المتساقط على الأرض والعشب الأخضر الغني في تلك المنطقة. ويقال إن بينوا كان أول من أدخل عملية استخدام عصير التفاح و«الكونياك» في الطبخ والمطبخ الفرنسي، وقد فعل ذلك في هذا الطبق الشهير ليحسن طعم الكرش، ويجعله أكثر استساغة لدى رهبان الأديرة. ويتم عادة طبخ هذا الطبق بوضع العظام وقطع المعدة فوق كوم أو سرير من الجزر والكراث والبصل والثوم والقرنفل والفلفل والدهن وعصير التفاح و«الكونياك» ويتم إغلاق القدر بالعجين. ويقال إن ويليام الفاتح وهو من النورمانديين كان من محبي وعشاق هذا الطبق.




غيليوم تيريل


كان غيليوم تيريل المعروف باسم «تايلفنت» الذي وُلِد في بونت أدديمر عام 1395 شخصية مهمة في التاريخ المبكر للمطبخ الفرنسي، إذ كان يطهي للمحكمة الفرنسية زمان ملوك فالواز الأول وحرب المائة سنة.


وكان تيريل صبياً يعمل في مطبخ الملكة جان دي إيفرو، الزوجة الثالثة للملك شارل الرابع، ثم أصبح رئيساً للطباخين أو الطهاة عام 1326م، أيام فيليب السادس. وواصل عمله في مطابخ كبار الشخصيات الفرنسية إلى أن خدم عند تشارلز السادس. ومهما يكن فإنه «يعتبر عموماً واحداً من أول الطهاة (المهنييين)، أو بكلام آخر الطهاة المحترفين. توفي في عام 1395م في نحو 80 سنة من العمر».


ويقال إن كتابه «لي فياندير» الشهير (في مكتبة الكونغرس) عن الطبخ وتقنياته، كان واحداً من أول الأطروحات المهنية المطبخية المكتوبة في فرنسا، التي على أساسها وُضِعَت المداميك التقليدية للمطبخ والطعام الفرنسي. وكان لتيريل تأثير كبير جدّاً - لا يقدر بثمن - على الكتب اللاحقة التي صدرت عن المطبخ الفرنسي حسب ما تؤكد الموسوعة الحرة. ويعتبر الكتاب مادة مهمة جدا أيضاً للمؤرخين عن الطعام ومصدراً مفصلاً عن المطبخ في القرون الوسطى في شمال فرنسا.




القرن الخامس عشر مارتينو دي روسي


كان مارتينو دي روسي، الملقب بمايسترو مارتينو أو مارتينو كومو، خبيراً في عالم الطهي الإيطالي في القرن الخامس عشر وكان فريداً في موهبته المطبخية، ويمكن اعتباره أول الطهاة المشاهير (celebrity chef) في العالم الغربي. مارس حياته المهنية في إيطاليا، وبشكل عام في مطابخ القصور الهامة في أكويليا، وكان يطلق عليه زملاؤه في المهنة «أمير الطهاة».


يعتبر كتاب «مارتينة» Libro de Arte Coquinaria - - «فن الطبخ» الذي صدر عام 1465 معلماً مهماً من معالم فن الطبخ وأدب تذوق الطعام الإيطالي ووثيقة تاريخية مهمة لمراحل الانتقال المطبخي من القرون الوسطى إلى عصر النهضة.


وحسب المعلومات المتوفرة، فإن مايسترو مارتينو وُلِد عام 1430م في قرية توري في وادي بلينيو في دوقية ميلان التي تقع اليوم ضمن الأراضي السويسرية. وقد بدأ حياته المطبخية في وقت مبكر في شمال إيطاليا، لكنه كان يقضي الكثير من الأوقات في نابولي في الجنوب، كما يبدو من وصفاته التي فيها تأثير كبير للمطبخ الإسباني، إذ إن نابولي أصبحت تحت تأثير كتالوني دائم بعد غزوة الأراغوني ألفونسو الخامس عام 1442. وبعد طبخه لمشاهير البطاركة وارتباط اسمه بالولائم الفخمة والحفلات الكبيرة انتهى به المطاف في حاضرة الفاتيكان. وقد قارنه صديقه بارتولوميو ساشي (المعروف باسم بلاتينا) بأحد الفلاسفة اليونانيين في قدرته على الارتجال في موضوع الطهي.




القرن السادس عشر لانسلوت دي كاستو


كان البلجيكي لانسلوت دي كاستو Lancelot de Casteau من الطهاة المشاهير في هذا القرن، إذ عمل لدى ثلاثة من أهم رجال الدين في مدينة لييج شرق بروكسل. ولد كاستو في مدينة مونز ولكنه عمل في لييج وكان عضواً في نقابة التجار والخبازين هناك منتصف القرن السادس عشر. مات كاستو في عام 1613م لكنه ترك وراءه كتاباً مهماً جداً في عالم الطبخ وهو كتاب «مقدمة الطبخ» the Ouverture de cuisine، الذي يعتبر أول كتب الطبخ التي تتعدى مطابخ القرون الوسطى وتبوِّب للمطابخ الفاخرة المعروفة بـ«الهوت كويزين». وكان هذا الكاتب الذي صدر عام 1604م أول كتب الطبخ التي نُشِرت في البلدان المنخفضة (هولندا لوكسمبورغ وبلجيكا) باللغة الفرنسية، وقد ضم وصفات خاصة بأطباق القشدة المخفوقة وعجينة الشو Choux pastry، و«تكون القشدة المخفوقة غالباً حلوة، وفي بعض الأحيان مع نكهة الفانيليا وتسمى أحيانا كريمة شانتيلي crème Chantilly».


أما عجينة الشو فهي كثيراً ما تُستخدَم في صناعة أطباق الحلويات والشوكولاته وأشهرا «بروفيترول». وتعود بدايات استخدام العجينة إلى مطابخ عائلة ميديتشي الشهيرة في إيطاليا، بدايات القرن السادس عشر.




القرن السابع عشر فرنسوا بيير دي لا فارين


يعتبر فرنسوا بيير دي لا فارين François Pierre de la Varenne واحداً من أهم الطباخين الفرنسيين في القرن السابع عشر، لأنه كان أحد الأفراد الذين أخذوا المطبخ الفرنسي إلى عالم الحداثة وعالم الطبخ الذي نعرفه الآن خلال هذا القرن، أي أنه كان أحد أهم المشاركين بهذه الثورة المطبخية المهمة. ومع لا فارين تم التخلي عن النكهات الموروثة والمتبَّلَة بشدة في العصور الوسطى لصالح النكهات الطبيعية من الأطعمة. «وقد تم استبدال التوابل الغريبة والمكلفة كالزعفران والقرفة والكمون والزنجبيل وجوزة الطيب والهيل والنيجيلا وبذور الجنة - باستثناء الفلفل، بالأعشاب المحلية كالبقدونس والزعتر وورق الغار والسرفيل البستاني والطرخون والمريمية». كما تم أيضاً إدخال الخضراوات الجديدة مثل القرنبيط والهليون والبازلاء والخيار والخرشوف إلى قائمة المواد المستخدمة في المطبخ بكثرة.


ومع لا فارين الذي ألَّف الكتاب الشهير Le Cuisinier François، أعطى الناس عناية خاصة لطهي اللحم والحفاظ على أقصى قدر من النكهة. فضلاً عن إبقاء الخضراوات والأسماك طازجة إلى أبعد حد. كان لا فارين ركَّز على أهمية التحضير والفصل بين عالم الأطباق المالحة والحلوة.




القرن الثامن عشر


هناك الكثير من الشخصيات المطبخية المهمة في هذا القرن، أمثال نيقولا أبيرت، الطباخ الفرنسي الذي اكتشف سبل وطرق حفظ الطعام والأغذية في المراطبين الزجاجية، وهرقل طباخ الرئيس الأميركي جورج واشنطن والطباخ الملكي البولندي بول تيرمو وغيره، إلا أن هذا العصر عرف أيضاً أنطوان ب. بوفيليرز الذي افتتح أول مطعم بارز في باريس وألَّف كتاب «فن الطبخ» - L›Art du Cuisinier. وتعود أهمية بوفيليرز إلى كونه أول من أوجد غرفة أنيقة لتناول الطعام مع ندُل وسيمين ومدربين تدريباً جيداً مع مخزن مطبخ ممتاز. ويقال إن هذا الفرنسي الرائع كان أول من عمل على الاهتمام ومراعاة الزبائن، خصوصاً الأغنياء والتحدث إليهم، والأهم من ذلك تذكُّرهم ولو بعد عشرين عاماً، كما يقال.


افتتح بيوفيليرز مطعماً يُسمى «الحانة الكبرى في لندن» تحت القصر الملكي في باريس عام 1786. وكان هذا المطعم مطعماً للزبائن الأغنياء والأرستقراطيين، إذ كانت طاولاته مصنوعة من خشب الماهوغني، وثرياته من الكريستال، وأغطية الطاولات من الكتان الفاخر، وكان الموظفون يرتدون ملابس أنيقة.


ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق