القرنبيط.. رأس العجوز الشائب
الملك لويس الخامس عشر هو الذي ساهم في انتشار النبتة في فرنسا
لندن : كمال قدورة
بالرغم من جمالها وخصوصيتها، فإن البعض لا يزال غريبا عن نبتة القنبيط او «القرنبيط» بالعربية الدارجة التي مضى على استغلالها واستخدامها وأكلها آلاف السنين. وتعتبر النبتة الجميلة الغنية بالمواد الكبريتية وتعرف أيضاً باسم الزهرة او الشفلور من عائلة Brassica oleracea التي تضم عددا لا بأس به من الخضار مثل البروكولي والملفوف و«الكرنب المسوق» او ما يعرف «كرنب بروكسل» brussels sprouts واللفت kale. كما يعرف القنبيط على انه من فصيلة الصليبيات cruciferous المعروفة منذ قديم الزمان. وقد اعتمد الاسم الإنجليزي المستخدم حاليا «كوليفلاوار» Cauliflower تعبيرا عن الاسمين اللذين كانا مستخدمين نهاية القرن السابع عشر (عام 1663): «سايبرس كولوورتز» Cyprus Coleworts و«زهرة الملفوف» cabbage flower الفرنسي. ويعني الاسم «كوليفلاوار» الذي اعتمد من الفرنسية «زهرة تنمو من نبتة»، وذلك في اشارة الى رأسها الابيض الذي يشبه رأس عجوز صغير شائب. وهذا الرأس هو عبارة عن ازهار منكمشة تبحث عن التفتح ولأن الاوراق الخضراء تحميها من الشمس، تبقي على اللون ابيض وتحرمه من الكلورافيل الذي يمنح النباتات لونها الاخضر. ولحساسية النبتة، فإن زراعتها تتم نهاية فصل الشتاء ويتم قطافها نهاية الربيع، أي انها تنمو في اوقات دافئة بين الشتاء والصيف من دون التعرض لحرارة الشمس العالية. ولهذا السبب، لجأ العلماء اخيرا الى تأصيل انواع جديدة وحديثة منها وبالوان مختلفة مثل اللون الاخضر والليلكي، لتمكينها من الاحتواء على مواد اكثر مما تحتوي عليه، خصوصا المواد المفيدة للجسم. وتقول المعلومات التاريخية المتوفرة ان اصل القنبيط يعود الى تركيا والمناطق المحيطة بها او ما كان يعرف بـ «آسيا الصغرى» منذ 2600 سنة. وقد بقيت النبتة الخاصة حكرا على سكان ايطاليا (مناطق الوسط) في القرن السادس عشر، حين انتشرت من هناك باتجاه بقية الدول الاوروبية وبالتالي الولايات المتحدة ايضا، حيث لاقت شعبية كبيرة.. وتشير المعلومات ايضا الى ان الملك لويس الخامس عشر هو الذي ساهم في انتشار النبتة في فرنسا، وان اهل اليونان كانوا من الشعوب التي عشقت النبتة واعتنت بها لقرون. الاستهلاك والانتشار: وتقول منظمة التغذية العالمية «الفاو» FAO حاليا، ان الصين والهند تتربعان على رأس الدول المنتجة للقنبيط في العالم. وان نصف انتاجه يأتي من الصين وربعه من الهند. وتأتي بعد الهند ايطاليا واسبانيا وفرنسا والولايات المتحدة والمكسيك وباكستان وبولندا وثم بريطانيا وعلى الارجح تركيا وايران. وفيما يتركز الإنتاج الأوروبي منذ التسعينات في اسبانيا، يتركز الإنتاج الاميركي في وادي ساليناس Salinas Valley في ولاية كاليفورنيا، حيث يزرع القنبيط بكميات استهلاكية ضخمة وعلى نطاق واسع. المكونات الطبيعية والفوائد الصحية الجمة: يمكن القول ان نبتة القنبيط من اهم النباتات من الناحية الطبية واغناها بالمواد المفيدة والأساسية التي تساعد على الوقاية من الكثير من الامراض وعلاجها وعلى رأسها امراض السرطان وداء المفاصل وامراض العيون وغيرها، ومن هذه المواد كما تؤكد الموسوعة الحرة:
المركبات القادرة على الحماية من مرض سرطان الأمعاء (عن طريق المضغ). المعادن خصوصا التي تساعد وتقوي الخصوبة ـ السائل المنوي (بوتاس ومنغنيز ومغنيزيوم وصوديوم). الفيتامينات مثل: فيتامين أ (المفيد للعيون والعظام والأسنان). وفيتامين ك وفيتامين ج وفيتامين بي 1 (ثيامين) وفيتامين بي 2 (ريبوفلافين) وفيتامين بي 3 (نياسين) وفيتامين بي 5 (حمض البانتوثينيك) وفيتامين بي 6 (بيروديكسين). مادة «الجلاكتوز» التي تمنع التركيبات المسببة لمرض سرطان القولون. مادة «الديندوليلمثين»، وهي من المواد التي تحد من نمو خلايا سرطان الثدي. مادة «الجلوكورافانين» التي تقي من الأمراض التي يتعرض لها القلب عادة. مادة «إندول ثري كاربينول» التي تحمي غدة البروستاتا من السرطان. حمض «اوميغا 3» المفيد للدماغ ونموه واحماض امينية اخرى. الألياف (نسبة ممتازة ـ واساسية لتكوين أمعاء صحية). الكالسيوم الضروري للأسنان والعظام بشكل عام.
البروتينات: وتؤكد الموسوعة وبعض الوثائق العملية المتوفرة، ان أطباء العرب قالوا قديما بأن القنبيط يقتل الدود، ويؤدي الى تفجر الأورام ولحم الجروح، وينقي الطحال والكبد ورماده يذهب القلاع والحفر. وبالعسل يزيل البحة، ويسهل اللزوجات شرباً، وماؤه يعيد الصوت بعد انقطاعه، وكذا إن عقد بالسكر واستعمل. والبري منه يمنع السموم ويخلص الجسم منها. وحديثا، يقال: ان القنبيط يعمل على خفض ضغط الدّم المرتفع وعلى استقرار نسبة السكّر في الدّم وبالتالي تخفيض مستويات الكوليسترول. كما اكتشف العلماء اخيرا ان القنبيط يمنع الاختلالات ويحافظ على التوازن، ولذا ينصح الاطفال بتناوله بكثرة. علماء التغذية يقولون ان هذه النبتة العجيبة من أكثر الخضراوات احتواء على الفوسفور، ولذلك يقوي البنية. كما انه من الخضراوات التي تحلل حمض البوليك ونصح بأكله. لهذا السبب ايضا يساعد القنبيط على تفادي الإصابة بالعمى، إذ يحتوي على مادة «السلفورافين» المقاومة للتأكسد والقادرة على حماية خلايا شبكية العين من التلف وتدهور النظر بشكل عام. وعادة ما يكون سبب العمى لدى الافراد انحلال في الشبكية ولذا يؤدي تناول القنبيط بانتظام يوميا او اسبوعيا الى درء هذا الخطر. وقد أظهرت التجارب الاخيرة ان مادة «السلفورافين» وكما يحصل في السبانخ واللفت، تتركز بمعدلات عالية في الأيام الأولى لبراعم القرنبيط. والاهم من هذا ان القنبيط من الخضراوات الرئيسية القادرة على محاربة امراض السرطان اللعينة والوقاية منها.
* القنبيط بالليمون والثوم
* المقادير:
ـ 1 زهرة قنبيط بيضاء طازجة. ـ ملعقتا طعام من زيت القلي النباتي.
ـ حبتا حامض (ليمون).
ـ 5 فصوص ثوم متوسطة الحجم.
ـ ملعقة طعام من البقدونس المفروم.
ـ ملعقة طعام من النعناغ المفروم.
ـ نصف ملعقة صغيرة من الملح. ـ نصف ملعقة صغيرة من الفلفل الاسود المطحون.
* طريقة التحضير:
* ـ تقطيع القنبيط الى قطع متوسطة الحجم ثم قليها في الزيت لمدة 15 دقيقة ويفضل ان يتم ذلك على نار متوسطة الى هادئة بعد اضافة الملح والفلفل الاسود المطحون. ـ بعد ذلك يتم طحن الثوم مع بعض الملح وخلطه بعصير الليمون، واضافة هذا الخليط الى القنبيط، ورفع مستوى النار حتى يتحول لون الصلصة الى البني الباهت. واخيرا يترك خليط القنبيط والثوم والحامض لمدة 5 دقائق على نار هادئة قبل التقديم.
البعض يفضل اضافة البقدونس والبعض الآخر يفضل النعناع لقتل حمية الثوم. وعادة ما يؤكل الطبق مع الخبز الى جانب الفجل الطازج (حسب الذوق).
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق