الخميس، 12 سبتمبر 2019

تاريخ الرمان - History of Pomegranate



استخدمه العرب بديلا عن الماء اثناء ترحالهم 
كرمته الكتب الدينية واحبه الرومان حبا جما ونشره الفينيقيون في المتوسط واوروبا 
الرمان من اقدم الفاكهة في العالم 


 red fruit on black plate


لندن - كمال قدورة
الرمان من اغرب واجمل انواع الفاكهة التي عرفتها البشرية منذ قديم الزمان، وقد ورد ذكره في الكثير من الكتب الدينية والكلاسيكيات الادبية، ويصر اليهود لقيمته العالية على استخدامه في بعض الطقوس الدينية حتى الآن . وبالطبع عرف القدماء كالفراعنة والاغريق قبل الرومان الفاكهة اللذيذة، ولا تزال الرسوم والنقوش في المعابد القديمة وعلى القطع الفنية الكثيرة شاهد على انتشار الرمان وسمعته الطيبة.
يعود اصل الرمان الذي يعتبر من اقدم انواع الفاكهة، كما تقول المعلومات المتوفرة، الى ايران ثم افغانستان وتركيا والهند، وليس الصين كما كان يعتقد. إذ ان سفير سلالة "هان " (Han ) الحاكمة في الصين خلال القرن الاول ما قبل الميلاد جانع شيان، هو الذي جلبها الى الصين ودول آسيا الشرقية من الشرق، كما جلب غيرها من النباتات الكثيرة كالكزبرة والخيار و البندق والعنب والكراوية. ومن ايران انتقل الرمان الى سوريا والأردن و فلسطين ولبنان ومنها  إلى شمال افريقيا ومصر والسودان ودول حوض البحر الابيض المتوسط .
ومع هذا فإن العالم عرف نبتة الرمان ايضا ايام الحضارة البابلية والسومرية في العراق وبلاد ما بين النهرين قديما وقبل اكثر من 4000 سنة. وان الفينيقيين قبل قرطاجة نشروا الرمان في دول المتوسط العربية والاوروبية كاليونان وايطاليا وفرنسا . ويقول علماء الآثار انهم عثروا على بقايا النبتة والفاكهة في كل من اريحا ( العصر البرونزي )  وقبرص، ولاحقا على طول طريق الحرير القديم .
وقد جاء ذكر الرمان وفضائله في ملحمة الاوذيسة الشهيرة ، التي اكدت انتشاره ايام الفينيقيين. وتقول اسطورة "بيرسيفوني  " (Persephone) اليونانية ، ان بيرسيفوني التي اختطفت تمكنت من مواصلة الإنتقال من عالم " هاديس " السفلي الى العالم الخارجي غبر حبات الرمان الست التي خبأتها معها قبل اختطافها.. كما وصفه ثيوفراسطوس في كتابه الخاص بالتاريخ الطبيعي بسنوات قبل انتشار المسيحية في العالم. كما جاء ذكر الفاكهة الطيبة ( 80 % منها ماء ) في العهد القديم ، ولذا يكن لها اليهود تاريخيا مكانة عالية ، إذ ان  حبات "كوز" الرمان ال 613 كما يعتقد، تمثل عدد الوصايا التي تحتوي عليها التوراة. ولذا يتم اضافة رمز الرمان الى اقمشة رجال الدين ونقود يهودا . وقد جاء الرمان الذي يعبر عن الخصوبة في "اغنية سليمان".  
ولا يزال بعض الناس يعتبرونها الفاكهة الحقيقية لشجرة الحياة في جنات عدن المذكورة في الكتب الدينية . ويقال ان الرحالة العرب حملوها معهم من مكان الى آخر واستخدموا عصيرها بدلا من الماء في الصحراء واثناء رحلات القوافل التجارية الطويلة ، لسهولة حملها .  وفعلا فإن النبتة الخيرة تحتوي عوضا عن الماء، على المعادن والصوديوم (sodium) والبوتاسيوم (potassium) والكالسيوم (calcium) والحديد (iron) والفسفور(phosphorus)، اي ما يكفي لدعم اي مسافر غذائيا .
ووصلت نبتة الرمان الى الشواطئ الاميركية جنوبا وشمالا، عبر كريستوفر كولومبوس وايام السيطرة الاسبانية والبرتغالية على دول اميركا اللاتينية ( عام 1500 ) . الا ان الرمان لم ينجح في اميركا كما نجح في دول الشرق والمتوسط بسبب بذوره الكثيرة . ومع ذلك لا يزال يزرع على نطاق واسع في غرب اميركا وجنوبها. وتقول الدراسات الاميركية الاخيرة ان كل ما انتشر منه في ولايات كاليفورنيا وفلوريدا واريزونا ( استغلال صناعي على نطاق واسع) من اصول اسبانية، وان هناك ما لا يقل عن مئة نوع من انواعه المزروعة في انحاء اميركا وكندا.
ويقال ان العرب والمسلمين هم الذين ادخلوا الرمان، ككثير من الانواع ، الى اسبانيا وخصوصا الاندلس عام 800 للميلاد. وقد اشتهرت بزراعته مدينة غرناط المعروفة وبانواعه الطيبة لدرجة ان استخدمته شعارا  لها. كما كان الملك هنري الثامن اول من ادخل النبتة وزرعها في الجزيرة البريطانية . وقد تحدث  شكسبير في مسرحية "روميو وجولييت" عن فضائلها ككثير من الفلاسفة والادباء عبر التاريخ  .
وفي التراث الاسلامي ، جاء ذكر الرمان في القرآن ثلاث مرات ، وخصوصا في صورة الرحمن ، : "   فيهما فاكهةٌ و نخلٌ و رمان . فبأي آلاء ربكما تُكذبان" . ونقل عن النبي محمد قوله : "ما من رمانة إلا ولقحت من رمان الجنة، وما رمانة إلا فيها حبة من رمان الجنة". وحول فوائد الرمان في علاج القرحة والحموضة، "روي عن الامام علي ايضا - فيما رواه أحمد: "كلوا الرمان بشحمه فإنه دباغ للمعدة" . ولذلك كان الامام علي كرم الله وجهه يحرص على أن يأخذ كل الفصوص الموجودة في الرمان حتى يصيب فص رمانة الجنة.
أما عن "كلوا الرمان بشحمه فإنه دباغ للمعدة"، أولاً القلف الأبيض الذي هي الطبقة البيضاء بين الفصوص هذه يتحتوي على مادة قابضة ومضادة للحموضة، وثبت إنها تقوم بشفاء القرحة المعدة وقرحة الإثنى عشر، و الأطباء في أوربا يأخذوا المستخلص المائي أو المعلق منها، يعني يعملوها معلق، و يدخلوه بالمناظير و يحقنوا قرحة المعدة وقرحة الإثنى عشر فتبرأ في الحال.ولذلك قال رسول الله صلعم "كلوا الرمان بشحمه فإنه دباغ للمعدة".
كادر
عنوان : "الفوائد الصحية للرمان " .
-         يساهم في علاج الدوسنطاريا .
-         يساعد على التخلص من الإسهال الحاد، ويزيل الامساك، ويمكن الفرد من هضم الأطعمة الدسمة وهو ملين للامعاء بشكل عام، ويخلص من الدود والتهابات المعدة  خصوصا قشوره المطبوخة .
-         يطهر الدم .
-         يعالج الصداع والإرهاق وينشط الجسم.
-         يقي أمراض القلب والأوعية الدموية وتصلب الشرايين، بسبب احتوائه على الموا المضادة اللاكدسدة.
-         طارد للدودة الشريطية.
-         يستخدم في علاج التهابات اللثة وتقرحاتها، ويقوي الاسنان .
-         يقي من هشاشة العظام .
-          يساعد على التخلص من السموم في الجسم .
-         يعالج التهابات الاغشية المخاطية.
-         ينظف الجروح المتعفنة (خصوصا مسحوق أزهاره الجافة ).
-         يمنع النزيف الحاد، وسيلان الرحم .
-         يعالج  الوهن العصبي.
-         يعالج حالات البرد والرشح.
-          فعال في العمل ضد تشكل الحصوات في الكلى.
-         يعالج العجز الجنسى عند الرجال. وقد اجرى العلماء تجارب اخيرة على الارانب، بينت ان الرمان يساعد على تدفق الدم في عضو الذكر.
-         يقي من سرطان الثدي.
-         يساهم في تنظيف مجاري التنفس والصدر.
-         يضاف الى الحناء لزيادة تثبيت الشعر واللون.
وفيما يقول ابن سينا "إن قضبان الرمان ودخان خشبه عجيبة لطرد الهوام" . ويقال أن بعض الطيور تصنع اعشاشها من خشب الرمان حتى لا تقربه الهوام، فإن للرمان محاذير صحية مغايرة للفوائد التي لا تحصى ولا تعد ، ومن هذه المحاذير التي جاءت في بعض المواقع الإليكترونية الخاصة بالرمان ، ضرورة ابتعاد المرأْة الحامل عن قشور الرمان وساقه وأزهاره من دون الثمرة. كما يفترض بالمصاب بالأمراض المزمنة  في الجهاز الهضمي وخصوصا المعدة والقولون والامعاء عدم استخدام هذه القشور والجذور والسيقان والازهار. وينطبق الامر ذاته على الذين يتناولون الأسبرين والادوية الخاصة بالبرد والقحة والفيتامينات والمعادن و الأحماض الأمينية، إذ يفضل الا يستخدموا قشور الرمان، لأن هذه القشور تحتوي على المواد السامة. ولهذا السبب بالذات ايضا ينصح بالا يعطى الأطفال الصغار أيا من مستحضرات الفاكهة الطيبة، وخاصة في حالات الإسهال الشديد والدوار والغثيان .
*المصادر : تم  حصر بعض فوائد الرمان وجمع معظمها من المواقع المتخصصة بالأطعمة والصحة والعلاج والدردشة على شبكة الانترنت . 
الاسم
يعود اصل الاسم الانكليزي للرمان " بوماغرانيت" (pomegranate) الى الاسم اللاتيني "  " بومينيكوم غراناتوم " (Punicum granatum)، الذي يعني " تفاحة غنية بالبذور" . وفيما اطلق عليه في العصور الوسطى اسم " بوموم غراناتوم " (Pomum granatum )، سماه الفرنسيين " بوم غرانيت" (Pome Garnete ) . الا ان الرومان قبل ذلك اطلقوا عليه اسم " بونيك ابيل " (Punic apple ) الذي يعني " تفاحة قرطاجة" و" بونيك " الذي يعني قرطاجة بالفينيقي . ويعود الاسم الروماني الى اصله اللاتيني ايضا " بونيكوم مالوم " (Punicum malum) الذي يعني "تفاحة" .. وفي هذا دلالة على عمق العلاقة التاريخية بين الرومان والرمان وقرطاجة، إذ كان الرومان الذين احبوا النبتة حبا جما واعتبروها نفيسة، قد جلبوها وجلبوا انواعها الطيبة والكثيرة والحلوة من قرطاجة التي كانت تشتهر به في انحاء الامبرطورية من المغرب الى تونس واسبانيا وغيره. وقد استخدم الرومان هذه الفاكهة ي كل شيء من صناعة الاقمشة الى الجلود والادوية وغيره. كما صنف الرمان ايام الرومان كاحد انواع الفاكهة الملكية الفاخرة. وانتشر الرمان قديما وبكثرة وبانواع فاخرة في جزيرة صقلية الجنوبية في ايطاليا.  اما الاسم العربي " الرمان " (rummân) فهو ينحدر من الاسم العبري " " (rimmôn ) الذي يعود اصله الى الاسم الفرعوني القديم " رمن" (rmn) . وورث البرتغاليون (romã ) واهل مالطا (rummien ) الاسم العربي لاحقا ولا يزالون يستخدمونه حتى الآن .
ويقال ان اسم القنبلة اليدوية الفرنسي " غرينيد " (grenade ) مستوحى من اسم الرمان اللاتيني وشكله. وتعبر البذور في هذه الحالة عن شظايا القنبلة. وقد بدأ استخدام هذا التعبير نهاية القرن الثامن عشر من قبل القوات الخاصة . ويقال ايضا ان اسم حجر العقيق الاحمر " garnet " مستوحى من لون الرمان الاحمر الداكن .
بأية حال فإن الموسوعة الأليكترونية الحرة توصف شجرة الرمان بأنها من "  الأشجار المعمرة النفضية .. انتشرت زراعتها في كثير من البلدان العربية لدفئها. شجرة الرمان ذات أزهار بيضاء وحمراء جميلة تتحول إلى ثمار لذيذة ذات جلد قرمزي اللون أو أصفر محمر. يحوي غلاف هذه الثمرة على المئات من الحبوب المائية اللامعة الحمراء أو البيضاء اللون وفي كل حبة بذرة صلبة أو لينة وفقا لنوعية والصنف. تنتشر زراعته في المناطق المحاذية للبحر الأبيض المتوسط و ذلك مشابه للزيتون" . و"تحوي قشور الرمان الجلدية، على مادة ملونة دابغة أستخدمت للصباغة منذ مئات السنين بسب احتوائها على مادة قاعدية مميزة تعرف باسم ال"تانين" ( Tannins) التي تعرف في العربية أيضاً بإسم "المغص" وهي مادة داكنة اللون استعملت في الماضي وما زالت تستعمل حتى الآن في دباغة الجلود، وكمادة صبغية سوداء اللون لصباغة الحرير". وتقول الموسوعة الحرة ان هنالك ثلاثة أنواع من الرمان وهي : الرمان الحامض الذي يستعاض به عن عصير الحصرم و الرمان المعتدل و الرمان الحلو وهو مفرط الحلاوة خصوصاً الذي ينتج في سوريا ولبنان، ويأكل الرمان الحلو في كل من فلسطين وسوريا ولبنان ودول المشرق بشكل عام مع السكر وماء الورد . كما يستخدم عصير الرمان للطبخ وصناعة الصلصات ، إذ يعطي طعما حادا وخاصا طيب المذاق . ويلجأ اللبنانيون الى رش حباته فوق "متبل الباذنجان" ( بابا غنوج ) للتمتع بحموضته ونكهته السلسة والفاتحة للشهية .
منوعات رمانية – "تريفيا"
* يعبر الرمان في ارمينيا عن الخصوبة والكثرة والزواج وهو من الرموز الوطنية الهامة.      
* وفيما يقال ان الصينيين يعتبرون الرمان الى جانب الدراقن من انواع الفاكهة المباركة، إذ تعبر حباته عن الكثرة والخصوبة والثروة والمجد ايضا، يكن الهنود محبة خاصة للرمان والعنب ويستخدمونه اثناء احتفالاتهم .
* يستخدم شعار الرمان كرمز للكثير من المدن التركية. وهو باللغة الاسبانيه "جرانادا" وكان  شعار مدينة غرناطة .
* كان رمز الرمان يستخدم على اسلحة خبراء الجيش ايام الامبراطورية الفارسية ، ولا يزال الايرانيون يعتقدون حتى يومنا هذا بأن الرمان يعطي الصحة ويطيل العمر .   




تاريخ البرتقال - History of Orange




البرازيل اكبر الدول المنتجة في العالم
استخدم الاوروبيون اسم البرتقال نسبة الى البرتغال التي جاءت به من الشرق 

person quizzing lemon 

لندن – كمال قدورة
من منا لا يعرف "اليافاوي" و"ابو صرة" و"المواردي" وغيره من انواع الكلامنتين الطازجة والحلوة، إذ ان انواع البرتقال هذه التي تنتشر في لبنان وفلسطين وسوريا وتركيا وغيره اشهر من نار على علم وجزءا لا يتجزأ من حياة الناس اليومية ومناطق البساتين منذ سنوات طويلة . كما ان البرتقال في الكثير من البلدان يرتبط بالشتاء وملذاته، وبالتالي بالمخيلة العامة والوعي الصحي لفائدته الجمة للتخلص من ضربات البرد ولسعاته الغافلة. كما يرتبط في بعض المناطق بمعيشة الناس بشكل مباشر إذ يعتمد على موسم قطافه الكثير من الفلاحين واهل المناطق المجاروة للمشاتل والبساتين للحصول على بعض المداخيل التي تخولهم الصمود في فصل الشتاء كما هو الحال في جنوب لبنان والمناطق الساحلية .   
 البرتقال من اشهر انواع الحمضيات (Citrus ) ، وهي فصيلة نباتية معروفة تضم الكثير من الأنواع ، حوالي 200 نوع نعرف منها الحامض واللايم والمندالينا والكالامنتين والتانجرين (Citrus reticulata.  )  والبوملا المعروفة بال"بوموغرانيت " (  Citrus bergamia)  التي تعتبر الاكبر بينها كلها. ويعود البرتقال علميا الى فصيلة ال" Rutaceae " ، وإذا كان حلوا من فصيلة ال" Citrus sinensis "  وإذا كان مرا او حامضا مثل برتقال اشبيلية من فصيلة ال" Citrus aurantium ". وكما هو معروف تزرع اشجار البرتقال من البراعم الصغيرة المأخوذة من الانواع الاصلية ثم تطعم بها شتلات صغيرة تسمى المشتلات وتنقل بعدها الى البساتين بعد ستة اشهر وسنة على الاقل. تبدأ الشجرة عادة بانتاج ثمارها بعد اربع سنوات على العملية وتستمر في ذلك لمدة لا تقل عن 50 عاما .
يعود اصل كلمة البرتقال (orange )  الى الكلمة السنسكريتية " نرانجا" (nāraga ) التي تعني شجرة البرتقال، وقد استحوى الإيرانيون الكلمة واستخدموها قبل ان يتلاقاها سكان القارة الاوروبية ( في العربية - nāranj - واللاتينية - arangia -  والفرنسية القديمة - orenge - ).  
وقد بدأ استخدام الكلمة في اللغة الإنكليزية في القرن الرابع عشر . وتختلف تسمية بعض الشعوب للبرتقال باختلاف انواعه وحلاوته ومرارته، فالفي اليونانية يطلق على المر او "المز " بالعامية اسم "مارانتزي " (nerantzi ) اما الحلو فيطلقون عليه اسم البرتقال (portokali ) . وعادة ما تعني بعض الاسماء " تفاحة من الصين " إذ ان البرتقال الحلو انتشر من الصين الى الهند ومن ثم اوروبا عبر الرحالة والمستعمرين البرتغاليين في القرن الخامس عشر .
وتستخدم الكثير من شعوب اروروبا الجنوبية الشرقية  كلمة "برتقال" نسبة الى "البرتغال " والى البرتغاليين الذين كانوا يستوردون الحلو منه الى اوروبا في البدايات ( في اليونانية - portokali - في الرومانية - portocală - والجورجية - phortokhali - والبلغارية - portokal -  ) . وكان الطليان يسمونه " portogallo " ( تعني البرتغالي) واهل اللغة الامهرية من سكان اريتيريا واثيوبيا ب" birtukan ".   
وانتشر البرتقال المر او الحامض من ايران لاحقا في القرن الحادي عشر. لكن تاريخ زراعته في الصين وجنوب شرق آسيا بشكل عام يعود الى 4 الآف سنة قبل الميلاد . ومن هناك انتشر البرتقال في شمال افريقيا وبالتحديد المغرب العربي ومصر نهاية الامبراطورية الرومانية قبل ان ينتشر في جنوب اوروبا واسبانيا بشكل خاص ايام الاندلس . وقام البرتغاليون والاسبان ايضا عبر كريستوفر كولومبس بنشره في العالم الجديد او ما نعرفه بالأميركيتين وبحر الكاريبي وهايتي .
ومن الاخطاء الشائعة ان اصل اسم "البرتغال - Portugal " هو "البرتقال " إذ ان اصل الاسم برتغال يعود الى اسم ثاني اكبر المدن في البلاد وهي مدينة بورتو- Porto . وقد كان الاسم اللاتيني للمدينة قديما بورتوس كيل -   Portus Cale ، وتاتي كلمة كيل من السلتية التي تعني الميناء . وعلى هذا يكون الاسم نسبة الى ميناء بورتو الشهير .
يتم انتاج البرتقال في الكثير من بلدان العالم رغم التمركز في بعض المناطق مثل دول البحر الابيض المتوسط ( فلسطين ولبنان وسوريا ) التي تعتبر رائدة في هذا المضمار وخصوصا اسبانيا التي تلعب دورا كبيرا على الصعيد الدولي في زراعته وانتاجه. ومع هذا تعتبرمنطقة ساو باولو في البرازيل وولاية فلوريدا في جنوب الولايات المتحدة ، من اكبر المنتجة في العالم، يليها المكسيك والهند والمغرب ومصر . وعادة ما يتم بيع ربع محصول البرتقال كفاكهة بحد ذاتها ويستخدم الباقي لإنتاج العصير والاطعمة والمكثفات وغيره من الإستخدامات الصناعية الحديثة .

وتعتبر الحمضيات بشكل عام والبرتقال بشكل خاص من القطاعات الهامة في الاسواق الدولية من ناحية القيمة، بسبب تحرير التجارة والتطور التقني الحاصل على عمليات النقل والتحزين والتوزيع. وقد تضاعف انتاج الحمضيات حول العالم خلال العقد الماضي مرات عدة بسبب تدفق انواع كثيرة من دول الجنوب الى دول الشمال وخصوصا اوروبا الغربية، لكن انتشار البراقال وعصيره على نطاق واسع وحديث كما نعرفه الآن بدأ في الولايات المتحدة والبرازيل بعد الحرب العالمية الثانية .   
ويقول الاستاذ محمد نور الدين الموسوي في احدى مواقع شبكة الانترنت، انه "مع حلول القرن الثاني للميلاد كانت أشجار البرتقال تملأ مناطق واسعة من فلسطين ومصر وسورية ولبنان وأقطار أخرى ومعها الكثير من الثمار الحمضية " مثل الليمون الحامض... ومنذ بدأ زراعته على نطاق واسع في ولاية كاليفورنيا عام 1800 " أصبح البرتقال من الفواكه المعروفة والمألوفة لدى الكثير من سكان الدنيا الجديدة وجنوب أفريقيا وأستراليا".. اما في إنكلترا فتاريخ البرتقال يعود الى سنة1685 ، أي " عندما زرع وليم تمبل أول أشجاره. ويضيف الموسوي ان الملك تشارلز الأول كان يملك حديقة كبيرة للبرتقال في منطقة ومبلدون "تساوي الشجرة الواحدة منها ما بين عشرة وعشرين جنيها وكان أصحاب البساتين في جميع أنحاء إنكلترا يخصصون قسم من أراضيهم لزراعة مختلف أنواع البرتقال والليمون"..
طب
كان الرحالة والبحارة العرب والهولنديين والبرتغاليين والاسبان والبريطانيين لاحقا يستخدمون البرتقال خلال اسفارهم كعلاج لامراض اللثة ونزيفها . وقد كشفت الدراسات الحديثة انه مقو للأسنان وحام للفم بشكل عام . وقد ساهمت فوائد البرتقال الطبية الجمة على انتشاره بشكل كبير فهو يحتوي كما تقول الموسوعة الحرة على "ثلاثة وعشرين عنصرا غذائيا اهمها : الحديد وسكر الفواكه، والفسفور، وفيتامين "بي 1 " وفيتامين "جي " ، والكالسيوم. ويساعد البرتقال على تثبيت الكلس في العظام، والوقاية من الامراض الانتانية ،والحمى التيفودية، والسعال الديكي، كما تستعمل اوراقه لمعالجة الام الرأس، والسعال الصدري و يحتوي أيضا على حمض الستريك كما يعتبر من أهم مكونات الطب البديل لما له من فوائد. ويقول الموسوي بهذا الصدد  ان " هناك دراسات قديمة منذ سنة3300 قبل الميلاد تبين لنا أن الصينيين الجنوبيين كانوا يتناولون البرتقال الحلو وما يعرف بال"يوسف أفندي" ( كما يسمى في بعض دول المشرق ) منذ أقدم العصور وللعلم إذا لم تكن الصين مهد البرتقال الأول فهم أول من فطن إلى فوائد البرتقال الكثيرة واستفادوا منه كغذاء ومن قشوره وزهوره وبذوره طبيا ومزجوها ببعض الأطعمة لتعطيرها" . ومن فوائده ايضا ونقلا عن كتاب " البرتقال غذاء ودواء " للبروفيسور الايطالي نيكولا كايو ، انه يعمل على تصفية الدم وطرد الغازات والبلغم وتنظيف المجرى التنفسي والمعدة والامعاء، ويساعد ايضا على تنظيف الكلى والمثانة وتفتيت الحصى والتخلص من الرمل واللتآم الجروح ومعالجة الامراض الجلدية وضغط الدم . كما تؤكد الدراسات الطبية الحديثة ايضا بأن البرتقال من الفاكهة التي تقوية الجهاز العصبي (تساهم رائحته التي تستخدم في بعض الدول الاوروبية لتهدئة اعصاب المرضى وتخفيف التوتر قبل العمليات الجراحية  والعلاجات المختلفة) والقلب والدماغ ، والعظام والشعر. والاكثر من هذا انه يشاهم في محاربة الامراض التناسلية والرحم والمبيض والبروستات وينظم عمل العضلات . اضف الى ذلك كله ، انه مانع للاكسدة وطارد للشوارد الحرة ومنشط للجسم ويحارب الإنفلونزا والرشح والكثير من امراض السرطان وعلى راسها سرطان الفم والحنجرة والمعدة .
كادر ( 1)
منوعات برتقالية – واصل "سنتاكلوز" .

 - لم يترك الرومان وبقية الشعوب أي وسيلة الا واستخدموها لاستغلال البرتقال وقشوره في العلاج والصناعت المختلفة والإحتفالات الدينية والاعراس، ولطالما اعتبر اهل الصين شجرة البرتقال رمزا للسعادة، واعتبرها  اهل ايران من اشجار الفردوس .
- تقول المعلومات المتوفرة ان "بابانويل " او ما يعرف ب" سنتاكلوز " في الدول الغربية ، من اصل هولندي وهو شخصية خرافية هولندية تدعى " سنتاكلاز" (Sinterklaas) يتم الإحتفال بها في الخامس من شهر ديسمبر ( كانون الاول) من كل عام لأنه يجلب الهدايا والبرتقال للأطفال .
ويعود ذلك الى ايام الحرب مع اسبانيا بين العام 1568 و1648، حيث  لم يتوقف التبادل التجاري بين الببلدين وتواصل تبادل الذهب الهولندي بالبرتقال الإسباني والفضة والبهارات، رغم الخلافات . ويقال ان القديس الذي كان يحمي البحارة الهولنديين الذين يقومون بجلب البرتقال من اسبانيا يسمى " سنتاكلاز" (Sinterklaas) .  ومن هولندا انتقل الاسم وتحول الى "سنتا" (Santa و"سنتاكلوز" الذي نعرفه الآن.
- يعتبر اللون البرتقالي رمزا للموالين الملكيين او للتاج البريطاني من سكان ايرلندا الشمالية، ويعود ذلك تاريخيا وعلى الارجح ، الى الملك وليام ... الهولندي الذي سيطر على انكلترا واسكوتلندا وايرلندا في القرن السابع عشر  ولطالما اعتبر الهولنديين اللون البرتقالي لونا ملكيا لأنه كان يشكل الاسم ،الاسم الاخير لاحد ملكاتهم. وقد اتخذته هذ الملكة قديما ( بين 1530 و1702 )من مدينة " البرتقال " الفرنسية " التي كانت مركزا للتجارة بالفاكهة المعروفة . ولا يزال يستخدم الهولنديين اللون في ملابسهم الرياضية وخصوصا في زي فريق كرة القدم الوطني .     

كادر ( 2) .
عنوان : اهم مكونات البرتقال الطبيعية
الزنك ---------- 1 % ( 0.08 ملغم )  .
البوتاسيوم ------ 4 % (169 ملغم ) .
الحديد --------- 1 % ( ) 0.09 ملغم  ).
الفوسفور ------ 2% ( 12 ملغم ) .
المغنيزيوم ----- 3% ( 10 ملغم ) .
البروتين------- ( 0.21 غراما ) .
الدهون ------- ( 0.70 غراما ) .
فيتامين "بي 1 "(  ثيامين ) ----- 8% ( 0.1 ملغم ).
فيتامين "بي 2 " ( روبوفالافين )------- 3% ( 0.04 ملغم ).
فيتامين "بي 3"  ( )) نياسين ) -------- 3 % ( 0.4 ملغم ).
فيتامين "بي 5 " ( حامض البانتوثينيك) ---- 5% ( 0.25 ملغم ) .
فيتامين "بي 6 " --------------------  4% ( 0.05 ملغم ).
فيتامين "بي 9" ( ) فولات ) ------- (17 ملغم ) .
فيتامين "سي " --------- 75% ( 45 ملغم ) .
كالسيوم  --------------- 4 % ( 43 ملغم ) .
نشويات ----------------( 11.5 غراما) .
سكر ------------------( 9.14 غراما).
الياف-----------------( 2.4 غراما ).
( المصدر : الموسوعة الحرة ) .
كادر (3) .
عنوان : اهم الدول المنتجة للبرتقال في العالم حسب الإنتاج السنوي .
البرازيل  ------------ 17.8 مليون طن .
الولايات المتحدة --------- 8.4 مليون طن .
المكسيك --------------- 4.1 مليون طن .
الهند ------------------3.1 مليون طن .
الصين --------------- 2.4 مليون طن .
اسبانيا --------------- 2.3 مليون طن .
ايطاليا --------------- 2.2 مليون طن .
ايران --------------- 1.9 مليون طن .
مصر ---------------- 1.8 مليون طن .
باكستان -------------- 1.6 مليون طن .
المجموع : 61.7 مليون طن .
( المصدر : منظمة الغذاء العالمي التابعة للامم المتحدة ) .
 


 
 




تاريخ العنب - History of Grapes



يعود اصله الى جورجيا وانتشاره الى الفينيقيين والرومان  
العنب احب الانواع الى قلوب البشر



photography of red grapes on bowl
لندن – كمال قدورة
يقال ان العنب او الكرمة، من اكثر الفاكهة انتتشارا واستهلاكا في العالم. وان الناس يزرعون النبتة اللذيذة والمفيدة جدا للصحة في جميع انحاء العالم (باستثناء القطب المتجمد الجنوبي )، على نطاق واسع منذ اكثر من 6 الآف سنة . ويكن الناس عادة احتراما كبيرا للنبتة المتنوعة والمدرارة ، لدرجة ان تم تقديسها وتكريمها في العالم القديم من قبل الكثير من المجتمعات والشعوب. ففي احدى النقاشات الخاصة بالعنب في مدرسة "كليفلاند"، الاميركية، يقول رئيس المدرسة جوين فرانتز : " عندما يفكر معظم الناس بالمآثر والمعالم الحضارية والبشرية، يفكرون بالإهرامات او حجارة ستون هينج، وكلاهما يعود الى 4 الآف سنة، وهما دليلا قويا على المقدرة البشرية لبناء المعالم التي تتحدى الزمن. ولكن عندما نفكر احيانا بمثل هذه المآثر نفكر باشياء اقرب الينا مثل الكرمة " . ومع هذا فإن الكرمة اقدم من الإهرامات ، وكل المعالم الحجرية التي تركها البشر ورائهم، " ويمكن العثور على الآف الانواع منها حاليا . ويقول البعض تعبيرا عن قدم النبتة ان عمر العنب من عمر الإنسان او البشرية بكلام آخر .
وتقول آخر الابحاث الأثرية، ان العلماء عثروا على اول دليل على استخدام الكرمة او العنب على نطاق واسع ولغايات ومنتجات عدة، في جرار السيراميك في احدى القرى الجورجية ومناطق البحر الاسود بشكل عام التي يعود تاريخها الى الحجري الحديث (Neolithic )، أي الى اكثر من 6 الآف سنة كما سبق وذكرنا. ومن هناك انتشر العنب جنوبا ، باتجاه، تركيا وايران واذربيجان وارمينيا وغيرها. وقبل ذلك تم العثور على هذه الآثار في جرار الفخار في ايران. ويعود تاريخ هذه الجرار الى فترة لاحقا بين عامي 5000 و5.400 قبل الميلاد. الا ان الأستخدام العام للعنب في تلك الازمان كان حكرا على العنب البري او الانواع البرية، ومضت قرون طويلة قبل بدء استخدام الانواع العادية التي نعرفها الآن. ويعتقد بعض الخبراء ان ذلك يعود الى العام 3200 قبل الميلاد في آسيا الجنوبية ، ومن هناك انتشر في بلاد ما بين النهرين ( العراق ) ومصر القديمة، حيث كان للعنب دورا كبيرا في الإحتفالات الدينية والشعبية . وتقول المعلومات المتوفرة، ان الفراعنة في مصر القديمة رصدوا خمس انواع من النبيذ ضمن المآكل والمشارب التي خصوا بها الاموات لما بعد الحياة ، وانهم استخدموا واستغلوا النبيذ والخل الابيض والاحمر على حد سواء. ومن العراق انتشر العنب ايضا الى دول الشرق الاوسط، وخصوصا الى المناطق الفينيقية ، ومن هناك انتشر في جميع انحاء اوروبا الجنوبية بفضل الفينيقيين ومغامراتهم واسفارهم .
وورغم صعوبة معرفة تاريخ دخول الكرمة او العنب الى اليونان ، الا انه كان معروفا جدا ايام الحضارة المينويه في جزيرة كريت ، أي حوالي عام 2700 قبل الميلاد، وكان ولا يزال حتى يومنا هذا جزءا لا يتجزأ من تراث المآكل والمشارب الشعبية المرغوبة . ويقال ان انواع  العنب المعروفة حاليا في اليونان، هي نفس الانواع التي تم استغلاها منذ ذلك الزمان. وتبع اهل اليونان المجتمعات القديمة في تخصيص إله للنبيذ ، واختاروا شخصية ديونيسوس (Dionysus ) لهذه الغاية .
اما الرومان فقد كانوا اول الشعوب التي استغلت الكرمة ( اوراقها واغصانها وخشبها ) ومشتقات ثمرة العنب ( نبيذ وخل وعصير ومربى وحبوب وزيت الحبوب ) ، بطرق واساليب علمية مدروسة ومتقنة . وقد قاموا بزراعته والعناية به وتأصيل انواعه على نطاق واسع وفي جميع انحاء الامبرطورية الرومانية، إذ كان محبوبا ومرغوبا بجميع اشكاله من قبل عام الناس والنخبة الحاكمة والجيش. وكان اهل روما ايضا اول من وضع لوائح انواع العنب ومصادرها ومناشئها ، ولم يتركوا موقعا في لبنان او في تونس او المغرب ( موقع بناصة في منطقة سيدي قاسم شرق القنيطرة وشمال غرب العاصمة الرباط)، ومعظم الدول الاوربية لم يستغلوه لزراعة النبتة الخيرة . كما كان اهل روما ايضا اول من صنع الخل والنبيذ ومشتقات العنب الاخرى وصدر على نطاق واسع ولذا بدؤوا ياستخدام البراميل والخابات والقوارير لحفظه، وقد اوجدوا تقنيات عملية عدة لقطافه وتجميعه كما يحدث الآن . ويعتبر الرومان الذين اتخذوا من مدينة بعلبلك اللبنانية في سهل البقاع موقعا لمعبد باخوس ( إله الخمر)، المرجع الاساسي الحديث للعنب ومشتقاته .
وتم العثور على احدى قوارير النبيذ الروماني التي يعود تاريخها الى العام 327 قبل الميلاد في المانيا، وقد استخدم الرومان كما يبدو زيت الزيتون في القوارير لمنع تبخر النبيذ والخل بدلا من استخدام سدادات الفلين . ويعتبر استخدام زيت الزيتون وسيلة انجع وافضل من الفلين لتحقيق تلك الغاية، وقد تمكن من حفظ محتويات القارورة في المانيا لمدة لا تقل عن 2000 سنة  .
وعلى هذا الاساس يكون الرومان هم من ادخلوا العنب الى الجزيرة البريطانية قبل 2000 سنة . وقد ذكرت الكتب التاريخية وجود 38 معصرة ايام الوجود الروماني هناك، وقد بدات بريطانيا استيراد النبيذ من بوردو في فرنسا عام  1152 أي بعد زواج الملك هنري الثاني . ويقال ان استيراد النبيذ والعنب بمشتقاته الجمة من فرنسا قد قضى على قطاع زراعة العنب والنبيذ في الجزيرة منذ ذلك الوقت حتى يومنا هذا. وقد بدأ الامر بالتبدل منذ سنوات عدة ومع انتشار ظاهرة التسخين الحراري ، إذ توجد حاليا الكثير من مزارع العنب في جنوب انكلترا وخصوصا في منطقتي كنت وكورنوول الزراعيتين .وقبل ذلك حاول البعض انتاج العنب على نطاق واسع في الخمسينيات في منطقة هامبيشر وفي الستينيات تم تأسيس اول هيئة رسمية وزراعية لإنتاج العنب والنبيذ .    
وقد ورثت اوروبا ودولها المستقلة عن روما لاحقا تراث زراعة العنب واستغلاله على نطاق واسع خصوصا تراث انتاج النبيذ والخل والادوية للكنيسة واديرتها والطبقات الحاكمة . واصبحت القارة الاوروبية حتى يومنا هذا اكبر منتج ومصدر لانواع العنب ومشتقاته حول العالم . ولا يزال اهل فرنسا والمانيا يخلطون عصير العنب والنبيذ مع البهارات والعسل والماء لتخفيف حدته .
وقد وصل العنب الى اميركا ، عبر المكتشفين والمستعمرين الاسبان منذ العام 1500 ، وظلت تعتبر انواعه اقل اهمية من الانواع الاوروبية حتى العام 1976 ، حيث انتصرت الانواع الاميركية (  كاليفورنيا – تشيلي – الارجنتين – البيرو ) على مثيلاتها الفرنسية وبشهادة الخبراء والمتذوقين المختصين. وتصل مساحة الاراضي المزروعة بالعنب في كاليفورنيا وحدها الى 700 الف هكتار تقريبا .
وفي إطار اصول العنب او الكرمة وانواعهن يقول احد المهتمين على شبكة الانترنت نقلا عن المهندس الزراعي طه الشيخ حسن في "موسوعة كرمة العنب" : "إنّ الكرمة قد وُجدت على سطح البسيطة منذ العصر الطباشيري أو الكريتاس، حيث ظهر في هذه الحقبة من الزمن، ما يعرف بنوع سيستيز(Cissties) الذي يعتبر حسب آخر الابحاث الأصل البرّي القديم للكرمة التي تنتشر في جميع انحاء العالم حاليا. ويعود هذا النوع الى ما يعرف ايضا بفصيلة "إمبيليديا" . "وترى بعض الدراسات أن الموطن الأصلي للكرمة، هو المنطقة الواقعة في جنوب شرق الأناضول. وهناك آراء أخرى ترى أن موطنه هو المناطق الواقعة على سواحل بحر قزوين والبحر الأسود، وتمتدّ إلى إيران وتركيا وبلاد الشام. ويقول طه الشيخ حسن إنّ هذه المناطق هي الموطن الأصلي للعنب المسمّى "يتس ينيفيرا" (Vitis vinifera)، حيث أنه من هذا العنب، نتجت كلّ أصناف العنب المزروعة في العالم، وذلك قبل اكتشاف أميركا بقرون طويلة. وكان الإنسان القديم، يسمّى الكرمة راكا (Raca)، وتطورت الكلمة، حيث أصبحت لاحقاً في اللاتينية: راسيموس (Racemus)، أي: كرم" .
وتقول الموسوعة الحرة على شبكة الانترنت ، ان العنب ينمو في إطار المجموعات من 6 الى 300 شتلة ، وانه يمكن ان يكون اسودا او حمرا اواحمرا داكنا او زهريا او ازرقا داكنا او اصفرا او اخضرا . وهذا النوع الاخير تدرج واستأصل من العنب الاحمر. إذ ان التحول الإحيائي في مورثين رئيسيين، مسؤول عن عدم انتاج مادة ال "انثوسيانينس " (Anthocyanins ) التي تمنحه اللون الاحمر عادة . وهذه المادة تنتمي الى عائلة " بوليفينولز " (polyphenols) التي تمنح العنب الوانه الحمراء المتعددة .
وحسب احصاءات منظمة الغذاء العالمي (FAO) لعام 2005 ، فإن العالم يستغل او يستصلح ما مساحته تقريبا 76 كلم مربع من الاراضي لزراعة العنب، و70 في المائة من هذه المساحة تقريبا مخصصة لإنتاج النبيذ، و27 في المائة لعنب الأكل ، 2 في المائة لإنتاج الزبيب وانواعه المجففة، وما تبقى لإنتاج العصير الطازج . وتزداد المساحة الدولية لزراعة العنب سنويا بنسبة 2 في المائة . وقد بدأ العنب الخالي من البذور ينتشر بسرعة خلال السنوات الماضية على حساب انواع العنب الاخرى، ويتم انتاجه عبر ما يعرف ب"التشتيل ". الا ان هذا النوع من العنب اقل فائدة من غيره لافتقاده المواد المفيدة جدا في البذور .
الفوائد  
وحول الفوائد الصحية والطبية الجمة لنبتة العنب ، ينقل الكثير من الناس عن كتاب لعبد المنعم الهادي الخاص بالعنب والرمان ، ان العنب من أقدم النباتات التي عرفها الإنسان، فلقد عرفت أنواع منه منذ عهد نوح عليه السلام.، وان فوائده تحصى ولا تعد. " ويكفى أن نذكر ما قاله الإمام ابن قيم الجوزية عن العنب من أنه أفضل الفواكه وأكثرها منافع، فهو يؤكل رطبا ويابسا وأخضراً ويانعاً، وهو فاكهة من الفواكه، وقوت من الأقوات، ودواء من الأدوية، وشراب من الأشربة.
وأضاف الأنطاكي فقال: العنب من أجود الفواكه غذاء، يسمن ويعالج الهزال، ويصفى الدم، وينظف القناة الهضمية، ونافع للأمراض المعدية والإمساك". ويقول احد محبي العنب في احدى النصائح الجدية على احدى مواقع الإنترنت العربية ، انه " لا يخلو كتاب من كتب الطب الشعبي من عشرات الوصفات العلاجية التي يدخل ضمنها العنب.. ويقول المجربون: إن تناول كوب من عصير العنب في الصباح قبل الإفطار وآخر في المساء قبل العشاء يساعد كثيراً في علاج مرضى البواسير وعسر الهضم وحصى الكلى والمرارة". وكما هو معروف، " إن التعرض لأشعة الشمس لأكثر من نصف ساعة عن الإنسان والحيوان والنبات ، يبدأ في تصنيع المواد المسماة جزيئات حرة (Free Radicals) ، وهي مواد ضارة تؤدي إلى شيخوخة الأنسجة والتجاعيد ، وإذا بقي المرء لفترة طويلة تحت تأثير أشعة الشمس فوق البنفسجية يصاب الجلد بالكلف ، وللعنب مفعول يعاكس هذا ، وذلك عبر المواد المضادة للأكسدة (Antioxidents ) التي يحتويها العنب وذلك بوجود فيتامين A"وما يعرف بمادة "  Proanthocyanidins " التي تقوي بدورها جهاز المناعة وتكافح الحساسية . وبناءا على الكثير من المصادر العربية والاجنبية ، فإن احتواء العنب وبذره على مادة (Ellagic acid ) يمكنه من القضاء على المواد السرطانية في الجسم ، وبذلك يمنع نمو السرطانات ويمنع تحول الخلايا الصحيحة إلى خلايا سرطانية" . ويحمي العنب من السرطان ايضا  بسبب احتوائه ايضا على مادة "السيلينيوم" (  Selenium )، التي تعتبر من المواد المضادة للأكسدة والواقية من امراض الدم.
ويبدو ان العنب ايضا من النباتات التي تحمي القلب والاوعية الدموية بسبب احتواء بذوره على مادة ال" رسفيراترول " (Resveratrol ) . ودلت بعض الأبحاث اليابانية الاخيرة ان هذه المادة تحمي من جفاف او نشفان الأوعية الدموية عند الحيوانات. ويبدو ان العنب الاسود كما دلت دراسات جامعة كورنوول البريطانية، من اكثر انواع العنب احتواءا على المادة الممتازة والمفيدة . ولأنه ايضا يحتوي على ال"بورون " (  Boron )، يساعد المرأْة للتغلب على المشاكل التي تتعرض لها بعد انقطاع الطمث. ومن المعروف ايضا ان العنب من الفاكهة الواقية من امراض القلب والاوعية الدموية بشكل عام . ويوصف ايضا لمعالجة الارق. وتقول احدى الوصفات المتوفرة على شبكة الإنترنت، بضرورة تناول نصف كوب من عصير العنب وبعدها كوب من الماء الساخن قبل النوم بنصف ساعة، للتمتع بنوم هاديء ومريح. ولأن بعض النساء يستخدمن  عصير العنب كسائل او كريم لترطيب الوجه، ينصح بمسح الوجه بالقطن المشبع بعصير العنب الطازج وتركه مبللا بهذا العصير لمدة عشر دقائق قبل غسل الوجه بماء فاتر.


كادر (1) :
عنوان : "مساحة الاراضي المزروعة بالعنب حسب ترتيب دول العالم "
اسبانيا -------------- حوالي 12 الف كلم مربع .
فرنسا ------------- حوالي 8.6 الف كلم مربع .
أيطاليا------------ حوالي 8.5 كلم مربع.
تركيا -----------حوالي 8.2 الف كلم مربع .
الولايات المتحدة -----حوالي 4.2 الف كلم مربع .
ايران------------- حوالي 3 الآف كلم مربع .
رومانيا --------- حوالي 2.5 الف كلم مربع .
البرتغال ---------حوالي 2.7 الف كلم مربع .
الارجنتين --------- حوالي 2.1 الف كلم مربع .
استراليا --------- حوالي 1.7 الف كلم مربع .(0 المصدر : الموسوعة الإليكترونية الحرة) .
.
كادر (2) .
عنوان : " محتويات العنب " .
- المنغنيز --------------- 3.5 % .
- الزنك ----------- 1% .
- البوتاسيوم ----- 4% .
- الفوسفور ----- 3%.
- المغنيزيوم ------ 2% .
- الحديد ---------- 3% .
- الكالسيوم ------- 1% .
-  البروتين ----- 0.72 %.
- الدهون ----- 0.16 %.
- الألياف ----- 0.9 %.
- السكر ------- 23 غراما  .
- النشويات ------ 9 % .
- فيتامينات : "بي 1 "- 5% - "بي 2 "- 5% - "بي 3 "- 1%- "بي 5 "- 1% - "بي 6 " – 7% - "بي 9 " – 1%- "سي " – 18%. ( المصدر : الموسوعة الإليكترونية الحرة ).





تاريخ الفول - History of Broad Beans



استخدمه اهل اليونان للتصويت وال"غلادييترز " للحرب ...  
الانسان يعتمد على الفول منذ 6500 سنة.. 


Image result for ‫فول‬‎



لندن – كمال قدورة
يقال ان المصريين لا يمكن ان يعيشوا من دونه، وان الصينيين ادمنوا عليه من اكثر من 5 الآف سنة ، وان الفيلسوف وعبقرية الحساب اليوناني بيثاغوروس ، لعنه منذ البداية وحرم اتباعه من اكله لأنه يحتوي على ارواح الاموات  في العالم الآخر ويحول الاموات الى حباته العريضة والمخيفة . الا ان الفول الذي ارعب بيثاغوروس طيلة حياته وسبب له الارق من دون أي سبب حقيقي، من اكثر المآكل شعبية في الكثير من البلدان وخصوصا شمال افريقيا والعالم العربي واميركا الشمالية ودول آسيا وبشكل خاص الصين ، منذ الآف السنين. ولا عجب ان يخاف الفيلسوف اليوناني من الفول إذ يسبب فقر الدم (الأنيميا ) ويؤدي احيانا الى الدوخة . ويقال ان البعض يصاب بالدوخة لمجرد العبور في حقل الفول .  ومع هذا يعتبر الفول (broad bean )، ومنذ زمن طويل  من اكثر الأطباق شعبية في لبنان وفلسطين وسوريا ومصر، حيث يطلق عليه اسم " الفول المدمس"، وهو احد الاطباق التي تستخدم لوجبة الفطور.
وفي احدى دردشات شبكة الإنترنت العربية يسلط احد المواطنين المصريين الضوء على بعض مواصفات الفول وتأثيره على العقل تحت عنوان " خلص الفول أنا مش مسئول"، قائلا  " على الرغم من السمعة التي ارتبطت بطبق الفول المصري منذ مطلع الثمانينات، وانتشرت بعد عرض مسرحية «المتزوجون» للفنان سمير غانم، حيث استهزأ فيها من طبق الفول، بوصفه أنه السبب وراء ما يصيب الإنسان من حالات بلادة في التفكير، إلا أن المصريين لا يمكن ان يستغنوا عنه مهما كان ، ولا تكاد تخلو مائدة إفطار منه صيفا أو شتاء على اختلاف الظروف المادية ، لسبب رئيسي هو قدرته على صد الجوع على مدار اليوم . وبعيدا عن الكوميديا والنكات، التي ارتبطت بهذا الطبق، يؤكد علماء التغذية أن الفول ليس وجبة متكاملة فحسب، بل هو أيضا طبق "السعادة" عن حق، لما يحتوي عليه من مكونات تساعد على تحفيز مشاعر البهجة وتحسين مزاج كل من يتناوله. ويؤكد دكتور مصطفى نوفل، أستاذ علوم الأغذية بجامعة الأزهر، هذا الرأي بقوله: "يعتقد البعض خطأ أن تناول الفول يؤثر سلبا على الحالة العقلية للإنسان، ويصيبه بنوع من الخمول والعكس صحيح. فقد أثبتت الدراسات الحديثة أن المخ يقوم بإرسال عدد كبير من المواد الكيميائية الحيوية للجسم، بعد تناوله، وهي ما يسمى بالموصلات العصبية تساعد على ظهور مشاعر السعادة والنشاط، لأن الجسم يحصل على تغذية متكاملة تضمن له كل ما يحتاجه، الأمر الذي ينعكس ايضا على مزاجه الذي يتحسن".
ويتابع الدكتور نوفل «من أكثر وأنجع هذه الموصلات العصبية (مادة السيروتونين) التي تنظم فترات النوم وتقلل من حالات القلق، إلى جانب مادة (استييل كولين) التي تساعد على تكوين الذاكرة والمحافظة على قوتها، ومادة (دوبامين وادرينالين) التي تعمل على التحكم في حالات التوتر والقلق".
وتحت العنوان ذاته ، يقول سامي البحيري على موقع "إيلاف" المعروف الذي يصدر من لندن، ان "  الفول هو عصب الحضارة المصرية منذ عهد الفراعنة، وكان يجب على هيروديت أن يقول بأن: "مصر هبة الفول" وليست هبة النيل، ولكنه يبدو أنه لم يتذوق الفول عندما هبط مصرا. وسر المقولة الأخرى:"ماحدش بينام من غير عشاء"، هو أن العشاء دائما وأبدا فول، وجمال الفول المدمس أنه يوحد بين الطبقات كما أنه يوحد بين الأديان، فالفول لا يتسبب فى أى فتنة طائفية و لايهدد السلام الإجتماعى بأى حال من الأحوال بل على العكس هو من أهم أسباب وجود سلام إجتماعى فى البلد بالرغم من التفاوت المذهل بين الأغنياء والفقراء، وهذا التفاوت الطبقى وكذلك الطائفى يزول تماما عند أكل الفول ومشتقاته (مثل الطعمية والبصارة والفول النابت و إلخ..)".
تاريخ
يعود تاريخ الفول الى العصر الحجري الحديث (Neolithic )، وقد بدأ استخدام واستغلاله على نطاق واسع في الأميركيتين الشمالية والجنوبة من قديم الزمان وقد تعرف عليه كريستوفر كولومبوس في جزر البهاماز (Bahamas ) حيث كانت تتم زراعة انواعه بانتظام وبساليب متطورة وخلاقة.
وكشفت الحفريات الأثرية الحديثة في فلسطين، ان نبتة الفول كانت تستخدم قديما منذ 6500 سنة قبل الميلاد كما هو الحال مع بلاد ما بين النهرين ( العراق حديثا )، لكنها رحلتها استغرقت حوالي 3000 سنة للوصول الى دول حوض البحر الابيض المتوسط وشمال افريقيا ومصر الفرعونية والسواحل الاوروبية الجنوبية كاليونان واسبانيا وايطاليا وغيره . كما استخدم الفول قديممن قبل سكان شمال الهند والصين وكان يقدم ايام الامبراطورية الرومانية التي استغلت جميع انواع الخضار والحبوب للحفاظ على قوتها ، لإطعام "المجالدين" او ما يعرف بالإنكليزية ب" غلادييترز" (gladiators  ) لمنحهم القوة خلال معاركهم الإستعراضية الخطيرة والضارية التي تنتهي بالموت احيانا إمتاعا للجمهور والأمبراطور او القيصر في قلب روما.
الاسم
يطلق على الفول اسماء كيرة منها " برود بين " (broad bean )، وهو الاسم المستخدم لنوع  الفول العريض الذي يستخدم للإستهلاك البشري ، بينما يطلق على انواعه التي تطعم للحيوانات-  وهي انواع قاسية وجافة وصغيرة - اكثر من اسم مثل " هورس بين" (horse bean) و"فيلد بين " (  field bean ) . لا ان بعض الناس يفضلون هذه الانواع لطيب مذاقها ورخصها كما هو الحال مع الفول المصري والعربي بشكل عام الذي يستخدم لصنع الفلافل والفول المدمس.
واستوحى سكان اميركا الشمالية اسم الفول من الاسم الإيطالي  " فافا " (fava )  الذي يعني " برود بين " ، (الاصل اللاتيني هو : Vicia faba ) يصر البريطانيون على استخدام اسمه الاصلي "برود بين "  إذ ان حباته اكثر شبها بحبات القهوة والكاكاو والفانيلا. ويعود ال" فافا" الى عائلة او فصيلة " Fabaceae" التي تعود جذورها الى شمال افريقيا وجنوب غرب آسيا .
ويقال ان اسم "فابيان" الحديث متدرج من الكلمة نفسها .   
وتعني كلمة "بينز " (beans)، حبة نبتة اللوبية، اوالنبتة الصغيرة كلها بالتعبير الاميركي. كما كانت الكلمة تعني "اللون الاخضر" احيانا، رغم تنوع اللوان الفول. وعادة ما كان اهل القار الجديدة يأكلون الفول اخضرا ونيئا قبل اشتداد عوده . وسجل وجود ما لا يقل عن 4 الآف مؤصل للفول وانواعه الكثيرة في الولايات المتحدة الاميركية، وقد تغير وضع الفول لاحقا مع انتشار الفصوليا (Phaseolus ) او اللوبية الحديثة التي تعتبراحد انواعه . وقد درج الاميركان على استهلاك نوع من انواع الحساء او الشوربة التي تضم ما لا يقل عن 15 نوعا من انواع الفول او اللوبية الغريبة والعجيبة .
ويطلق اليابانيون على الفول وبعض انواع اللوبية اسم "ميم  " (mame) (, マメ  ) التي تعني احيانا "الصغير ". ويستخد اليابنايون تعبيرا غريبا تحت عنوان " ميم تشيشيكي "، التي تعني " معرفة فولية " للتعبير عن الاشخاص الذي يتمتعون بمعلومات عامة خفيفة وجيدة.
بالطبع يمكن استخدام الفول بطرق عدة ومنها القلي، كما يحصل كثيرا في الصين وتايلاندا والبيرو والمكسيك (طبق : habas con chile ) ، حيث يخلط بعد قلية بالبهارات او الملح .
ومن الاطباق الصينية المعروفة في هذا المضمار وخخاصة في دينة ساشوان، طبق ال"دوبانجيانغ" (doubanjiang )، الذي يضم الى جانب الفول ، فول الصويا والفلفل الحار.   
فوائد ومحتويات       
كما سبق وذكرنا فإن الفول كالحمص كان مصدرا لمادة البروتين غند الكثير من المجتمعات القديمة والحديثة ، وخصوصا عند تعذر توفر اللحم خلال الازمات والحروب والظروف الصعبة بشكل عام . ويحتوي الفول على 25 % من البروتين والنحاس والحديد ومادة ال" نياسين" (niacin ) و"الفولات" (folate) وفيتاميني ب و ج (vitamin ) والدهون والماء والالياف والمواد النشوية بالإضافة الى الاملاح المعدنية والفسفور والهيموغلوبين والكبريت والكالسيوم والسكر. ويقال ان الفول مدر للبول ويزيل الأصباغ مثل النمش والكلف، يخلص ن الاسهال، رغم ان يؤدي الى الإنتفاخ والرياح والتوتر عند المصابين ببعض الامراض العصبية.        


. ولانه لا يحتوي على كميات كافية من "الاحماض الامنية " (amino-acids) ينصح دائا بخلطه بالقمح او الذرة لصناعة الخبز.
عوالم الفول - " تريفيا"
* كان سكان جزر الكاريبي واميركا الجنوبية وخصوصا جزر الباهاماز ( الساحل الشرقي –يزرعون الفول ضمن اسلوب زراعي مكسيكي الاصل يعرف ب " الاخوات الثلاث" (Three Sisters )، وهو اسلوب زرعي مغاير للاساليب الزراعية الحديثة التي تعتمد خطا احدا لزراعة النبات او النوع .، إذ يعتمد على زاعة عدة انواع دفعة واحدة وفي مكان واحد ، وفي هذه الحالة كان يزرع الفول الى جانب الكوسا او القرع والذرة . ففيما تؤمن جذور الفول كمية غاز النايتروجين المطلوبة لنبتة الذرة، تعمل نبتة الذرة كداعمة يتسلق عليها الفول وينمو دون معوقات بالإضافة الى منح القرع بعض الظل وحمايته من الشمس القوية والحارقة والحيوانت الضالة والجائعة، وبالتالي تدعم النبانات الثلاث بعضها البعض باقل عدد من الخسائر .
 * يقال ان بنتة الفول الى جاب الحمص والعدس والبازلاء من اقدم النباتات التي استغلها الانسان في العالم القديم لسهولة نموها ورعايتها وفائدتها في الحد من عوامل التعرية وانهيار التربة، وتعدي كمية غاز الناتيروجين الضروري في التربة . ولذاكان يزرع الفول عدة مرات في الناس بلا من مرة واحدة او فصل واحد .
* استخدم الفول منذ قديم الزمان كبديل غذائي عن اللحوم احيانا، إذ الى جانب الحمص،  يتمتع الفول بكمية لا بأس بها من البروتانيات الضرورية للإنسان . وعادة ما تساعد البروتاينات على نمو الداغ ومنح صاحبها القوة والنشاط.
* وفيما تصف بعض القصص حبة الفول ضاحكة على فشل الآخرين ، فإن الحبة الساحرة  حسب الاساطير في استونيا القديمة ، تنمو بشكل لا يوصف لدرجة انها ترفع معها "البطل" الى مكانة السحاب.
* وفيما يقال ان الفول يسبب الاحلام والكوابيس، فإن رؤية حبة الفول في المنام تعني المشاكل والخلافات .
* كان الفول مشهورا ايام الأغريق والرومان وارتبط كثيرا بطقوسهم واحتفالاتهم الدينية ، حيث اطعموه للاموات، وقد استخدموا انواعه لتصويت ، فكان الابيض منه علامة عل الموافقة والاسود علامة على الرفض. لكن بشكل عام استغلوا انواعه ودقيقه لصناعة الخبز وجميع انواع المآكل.
* يعتقد الكثير من اهل القارة الاوروبية ان زراعة حبة فول خلال ليلة " الجمعة العظيمة " هو فأل خير ودليل على حسن الحظ . ويستخدمه اهل البرتغال في صناعة كعكة عيد الميلاد .
* يعتقد اهل "نيو اورلينز " (New Orleans ) في الولايات المتحدة، ان تناول اللوبية او الفول بداية العام الجديد ايضا يجلب الحظ الحسن.
* في جزيرة مالطا في حوض المتوسط يعتقدون نفس الامر الذي يعتقده اهل "نيو اورلينز " حول الفول ويطبقونه على العدس ايضا .
* في نيكاراغوا يتم اعطاء "طاسة" من الفول او اللوبية الى المتزوجين حديثا لتمني الحظ وطيلة العمر .
* الا ان في أروبا في البحر الكاريبي فإن الناس يستخدمون الفول المغلي مع مادة ال"زنك فوسفايد" (zinc phosphide ) للحصول على خليط او سم لقتل القوارض كالسناجب والفئران وغيره .

وصفات
الفول المدمس
.
يمكن اعداد طبق الفول المدمس اما بالفول المعلب او بالفل العادي الذي يتم بله في الماء وغليه على نار هادئة لساعات طويلة. وافضل الوسائل هو سلق الفول وغليه على مدخنة الفرن بعيدا عن النار. يدق الثوم بالملح ويضاف اليه عصير الحامض ( الكمية حسب الذوق )، قبل اضافة الفول وطحنه بعض الشيء . يضاف الى الفول بعض الحمص اما خلال عملية السلق واما بعد التحضير، بالإضافة الى بعض البقدونس الناعم والكثير من زيت الزيتون البلدي. وفي مصر يضيفون اليه الكمون . وفي بعض المناطق يضيفون اليه البض المسلوف او البندورة الناعمة .
يقدم الى جانب الفول ، الخبز بالطبع والكثير من الخضار وانواع الكبيس او المخللات ( اليار والمقتى واللفت، ولذا يعتبر من اكثر المآكل المفيدة والمغذية . ومن هذه الخضار النعناع والرشاد والبندورة والخيار والبصل الابيض والاحمر والزيتون وغيره .        
.
فول بالبصل 
.
هذا الطبق من الاطباق الشعبة او ما يعرف ب"اطباق الفلاحين" في لبنان وسوريا وفلسطين، وهو من ابسط واطيب الاطباق ، إذ يتطلب الفول الاخضر الطري والصغير والطازج . ويتم قلي الفول بعد تقطيعه مع البصل على نار هادئة بزيت الزيتون او النباتي لمدة عشر دقائق. بعد ذلك يضاف اليه بعض عصير الحامض الطازج والملح .